كتب – محمود طلبة

نفذت الولايات المتحدة صباح السبت هجوما جويا واسع النطاق استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في ضربة عسكرية وصفها مراقبون بأنها الأكثر تصعيدا منذ بدء التوتر الأخير بين واشنطن وطهران، وجاءت في سياق دعم عسكري مباشر لإسرائيل في حربها المستمرة مع إيران منذ الثالث عشر من يونيو الجاري.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقب الضربة أن العملية نجحت في تدمير قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، ملوحا برد أميركي أكثر قسوة في حال أقدمت طهران على تنفيذ أي هجمات انتقامية.

ضرب مفاعل فوردو الإيراني

استهدفت العملية الأميركية منشآت نووية إيرانية ذات أهمية استراتيجية، شملت موقع فوردو المحصن تحت الجبال، ومنشأة نطنز الأكبر في تخصيب اليورانيوم، إضافة إلى مجمع أصفهان الذي يعد من المراكز الأساسية في تحويل المواد النووية.

وتعتبر هذه المنشآت العمود الفقري لدورة الوقود النووي الإيراني بدءا من معالجة خام اليورانيوم، وصولا إلى إنتاج الوقود النووي ومكوّنات المفاعلات البحثية، ما يعكس الأهمية الحاسمة لضربها في سياق إضعاف البرنامج النووي الإيراني.

قنابل GBU-57 وصواريخ توماهوك

بحسب تقارير أميركية استخدمت القوات الجوية الأميركية القنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات في قصف موقع فوردو، الواقع على عمق نحو 90 مترًا تحت الجبال.

وتعد هذه القنبلة الأقوى في الترسانة الأميركية من حيث القدرة على اختراق المنشآت المدفونة تحت الأرض ويعتقد أن هذا هو أول استخدام قتالي فعلي لها منذ تطويرها.

وأكدت شبكة فوكس نيوز أن الضربات تضمنت أيضًا إطلاق 6 قنابل GBU-57 على فوردو، و30 صاروخ "توماهوك" من طراز كروز في استهداف نطنز وأصفهان.

ويعرف توماهوك بدقته العالية في ضرب الأهداف الأرضية من مسافات بعيدة، سواء من منصات بحرية أو جوية.

تدمير القدرات النووية

قال الرئيس ترمب إن الهجوم الجوي أنهى منشأة فوردو معلنا تدمير كامل للبنية التحتية الأساسية الخاصة بتخصيب اليورانيوم في إيران في خطوة وصفها بأنها حاسمة لحماية أمن الحلفاء ووقف زحف إيران النووي.

وأشار ترمب إلى أن العملية تم التخطيط لها بدقة لمنع أي تهديد نووي في المستقبل، متعهدًا بمواصلة الضغط على النظام الإيراني إذا لم يوقف تطوير برنامجه النووي.

المنشآت أُخليت ولا أضرار جسيمة

قللت طهران من تأثير الضربات إذ نقلت وكالة تسنيم عن مسؤولين إيرانيين تأكيدهم أن المنشآت كانت مفرغة مسبقا وأن الأضرار المادية التي لحقت بها محدودة ويمكن إصلاحها.

وأصدرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيانا أكدت فيه عدم وجود أي مؤشرات على تسرب إشعاعي مطمئنة المواطنين بشأن سلامة البيئة والمناطق المحيطة، وأضافت أن الصناعة النووية الوطنية لن تتوقف تحت أي ضغط أو تهديد خارجي.

وأكدت المنظمة أن برنامج إيران النووي سيواصل تطوره دون انقطاع، رغم ما وصفته بالعدوان الأميركي غير المبرر، مشيرة إلى أن طهران تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين.

وتأتي الضربة الأميركية بعد أسابيع من التصعيد غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية إقليمية أوسع.

وينتظر أن تعكس الأيام المقبلة ما إذا كانت طهران سترد على الضربة، أم ستكتفي بالمواقف الدبلوماسية في ظل مراقبة دولية مشددة.