كتب.. مصطفى محمود

أعاد القصف الأمريكي، اليوم، لمنشأة "فوردو" النووية الإيرانية، الضوء على هذا الموقع الذي يمثل أحد أكثر المنشآت الإيرانية سرية وتحصينًا، وأصعب الأهداف العسكرية لأي هجوم خارجي.

وأعلنت الولايات المتحدة، عبر الرئيس دونالد ترامب، أن الضربة الجوية استهدفت منشآت "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان"، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ "توماهوك"، مشيرة إلى "تدمير كامل لموقع فوردو"، بينما نفت إيران ذلك، مؤكدة تعرض الموقع لـ"أضرار محدودة فقط".

ما هي منشأة فوردو النووية؟

ويشار إلى أن منشأة "فوردو" الواقعة قرب مدينة قُم، جنوب غرب طهران، بُنيت سرًّا تحت جبل بعمق يتجاوز 90 مترًا لتأمين مئات أجهزة الطرد المركزي من أي ضربة جوية تقليدية، وظل الموقع مخفيًا حتى عام 2009 حين كشفته أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، لتضطر إيران لاحقًا للاعتراف به.

ويُستخدم "فوردو" لتخصيب اليورانيوم بنسبة وصلت مؤخرًا إلى 60%، وهو مستوى يقترب من العتبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي (90%)، ما أثار قلقًا دوليًا متصاعدًا، خاصة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018.

وبحكم موقعه الجبلي العميق، يُعد "فوردو" من أعقد الأهداف العسكرية، إذ يصعب تدميره حتى باستخدام قنابل "GBU-57" الخارقة للتحصينات، دون تنفيذ سلسلة من الضربات الدقيقة والمتكررة.

ويؤكد خبراء غربيون أن الموقع يمثل "الخيار الأخير" لإيران في حال دُمرت منشآت أخرى كـ"نطنز"، ما يجعله ركيزة استراتيجية في برنامجها النووي، وبينما تحدثت واشنطن عن "تدمير الموقع بالكامل"، أقر الإعلام الإيراني بوقوع الهجوم، معترفًا بـ"خروج جزئي للموقع عن الخدمة"، مشيرًا إلى إخلاء المنشأة مسبقًا كإجراء احترازي.