نعيم قاسم (وكالات).

ترك الكلام الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم والذي أعلن فيه أن الحزب ليس في وضع الحياد عن المواجهات الضارية بين إيران وإسرائيل، واستطرادا سيتصرف وفق ما يراه مناسبا لدعم طهران، تداعيات وارتدادات في الداخل اللبناني تفوق الصدى الذي خلفه نبأ الهجوم الإسرائيلي على إيران صبيحة الجمعة الماضي، والذي فتح حربا إقليمية يصعب استشراف نهاياتها. كلام قاسم الذي اتخذ شكل بيان مكتوب، أعاد في هذا التوقيت الإقليمي الحرج بث موجات اهتزازية في المشهد اللبناني الذي ما برح يحتفظ في داخله ببذور الاحتقان والتباين إلى حد التصارع، وقد فرضت نفسها بعد انطلاق حرب الإسناد لغزة التي تجنّد لها الحزب وتحمل وبيئته تبعاتها الثقيلة. وما زاد منسوب التوتر والحماوة في هذا المشهد أن الحزب عينه حرص في الساعات ال36 الأولى على انطلاق الحرب الشرسة، على بث أجواء اطمئنان، إذ أعلن بلسان عدد من مسؤوليه أنه ليس في وارد الانخراط في هذه الحرب، اتكاء على نظرية أن إيران لديها قدرات تمكنها من امتصاص مفاعيل الضربة الاولى ومن ثم المضي في رحلة الرد المؤلم والقاصم، وخصوصا أنها تهيئ نفسها ليوم كهذا. وقد عزز موجة التبريد تلك ما نُقل إعلاميا عن لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري وشريك الحزب في الثنائية الشيعية، أنه متيقن بما نسبته مئتان في المئة من أن لبنان في منأى عن هذه الحرب ...