تتوالى المبادرات الطموحة التي تسعى إلى النهوض بالدراما اللبنانية وتعزيز حضورها على الشاشات المحلية والعربية، فبرزت أخيراً مبادرة محلية تمهد الطريق لإنتاج أعمال درامية جديدة تتميّز بجودتها وهويتها اللبنانية. 

هذه المبادرة، التي أطلقها الممثل والمخرج طوني عاد، أدت إلى إنشاء "لجنة دعم الدرامة اللبنانة"، بالتعاون مع نقيب الممثلين نعمة بدوي، والمخرج اللبناني إيلي حبيب، والتي أثمرت لاحقاً عن تأسيس "تجمّع المنتجين اللبنانيين"، الذي يضم نخبة من الأسماء في قطاع الإنتاج، واضعاً هدفاً واضحاً وهو الاستثمار في المواهب والطاقات اللبنانية، وإعادة وضع الدراما اللبنانية على الخارطة بقوة واستمرارية.

وفي حديث لـ "النهار"، قدّم عاد لمحة عن أبرز التطورات والانجازات التي حققتها هذه الحملة الداعمة للإنتاج اللبناني، قائلاً: "طرحنا فكرة التعاون المتبادل مع الصناعيين والتجّار اللبنانيين في دعم الدراما اللبنانية من خلال دعوة أصحاب العلامات التجارية والصناعات المحلية إلى إدراج إعلاناتهم ضمن الأعمال الدرامية، ما يوفّر تمويلاً خاصاً للإنتاج، في ظل تراجع قدرة القنوات التلفزيونية المحلية على شراء الحلقات".

وأشار عاد إلى وجود تجاوب وتعاون كبير حول هذه الفكرة من قبل بعض القنوات، قائلاً: "القنوات التي تواصلنا معها أبدت جميعها استعداداً للتعاون، حتى تلك التي لا تنتج دراما حالياً، أبدت نية إيجابية".

وعن كواليس هذه المبادرة، أوضح عاد أن "لجنة دعم الدرامة اللبنانة" استغرق العمل عليها نحو سنتين، قائلاً: "مررنا بمراحل صعبة، وكان يوجد بعض الإحباط في البداية، لكن واصلنا العمل، واليوم نرى النتائج تظهر على أرض الواقع".

ومن أبرز نتائج هذه المبادرة، تأسيس "تجمّع المنتجين اللبنانيين"، الذي يضم أسماء بارزة مثل: جمال سنان، رائد سنان، مروان حداد، زياد شويري، إيلي معلوف، وغيرهم، لافتاً إلى أن باب الانضمام لا يزال مفتوحاً أمام منتجين جدد.

وفعّل التجمّع حركته من خلال زيارة وزير الإعلام بول مرقص. كما يجري التحضير للقاء قريب مع إدارة تلفزيون لبنان، للبحث في كيفية مساهمة التلفزيون في إنتاج الدراما والتأثير الإيجابي الذي قد تحققه هذه الأعمال.

وكشف عاد عن وجود ورقة عمل تنظم العلاقة المهنية بين الممثل والمنتج، وكذلك طريقة التعامل بين المنتج ومحطة التلفزيون، قائلاً: "نؤمن أن هذه الورقة يمكن أن تشكّل أساساً لتعامل مختلف".

وأعرب الممثل والمخرج اللبناني عن طموحه في أن تصل الدراما اللبنانية إلى مرحلة تُعرض فيها المسلسلات على مدار السنة دون انقطاع.

ووجّه عاد رسالة إلى المواهب اللبنانية الشابة المتخرجة من المعاهد الفنية، قائلاً: "الممثل دائماً في حالة بحث عن فرص عمل، وهذه من مسؤولياته، أن يتصل ويبحث ويُعرّف بنفسه. فلا يمكن لممثل غير معروف أن يُعرف دون مجهود. ونحن نلاحظ حالياً أن بعض شركات الإنتاج بدأت بالفعل بزيارة معهد الفنون بحثاً عن وجوه جديدة".