أكدت أنجلينا آيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، في ختام زيارتها لمحافظة الإسماعيلية وقناة السويس، أن الاتحاد الأوروبي حريص على دعم مصر في مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية، مشيرة إلى أن النقاشات الجارية بشأن الشريحة المالية المقدمة لمصر بقيمة 4 مليارات يورو أوشكت على الانتهاء، وسط اهتمام أوروبي بتقديمها لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

وأضافت أن منطقة قناة السويس تعد جاذبة للاستثمار والسياحة، وأن الفترة القادمة ستشهد تنسيقًا أكبر لتنشيط حركة الاستثمارات الأوروبية، بما يسهم في الحفاظ على الإرث الاقتصادي والثقافي للمنطقة.

وأشارت السفيرة إلى أن مصر تواجه تحديات كبيرة تتطلب دعمًا دوليًا، مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بأن يكون شريكًا تجاريًا أقوى وأكثر تأثيرًا مما كان عليه في السابق، في ضوء اتفاق الشراكة الاستراتيجية الموقع العام الماضي.

كما شددت على أهمية ضمان الأمن الملاحي لقناة السويس، مشيدة بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة المصرية لتأمين المجرى الملاحي والمنطقة المحيطة، خاصة مع تنامي الاستثمارات الأوروبية هناك.

وفي سياق حديثها عن التنمية المستدامة، أوضحت آيخهورست أن التعاون مع مصر في المشروعات الخضراء والمستدامة يمثل أولوية للاتحاد الأوروبي، حيث تم تخصيص 45 مليون يورو لدعم قطاع الكهرباء والربط بين المياه والطاقة والغذاء والبيئة، مؤكدة أن "الأجندة الخضراء ستبقى حاضرة لنعيش بشكل أفضل".

وحول الإصلاحات الاقتصادية في مصر، قالت إن الحكومة المصرية اتخذت خطوات مهمة في مجال الإصلاحات الهيكلية وتهيئة مناخ الاستثمار، لافتة إلى أن فرص الاستثمار في السياحة والطاقة والرقمنة والزراعة والصناعة واعدة للغاية، وأن مصر تملك كوادر بشرية ماهرة يمكن الاعتماد عليها في تعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع قاعدة التصدير.

وأكدت على أهمية تعزيز قطاع التكنولوجيا والرقمنة لتحويل مصر إلى مركز للخدمات الرقمية في المنطقة، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يدعم مشروعات الطاقة المتجددة والربط الكهربائي بين مصر وأوروبا بالتعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي.

واختتمت زيارتها بالإشادة بما شاهدته من تطور في قناة السويس، وخاصة متحف ديليسبس الذي تم افتتاحه حديثًا، مشيرة إلى أن ما تعرفت عليه من معلومات وتاريخ مهم سيتم نقله للمسؤولين الأوروبيين بهدف تعميق التعاون مع مصر.

وفي سياق منفصل، علّقت آيخهورست على خطط الاتحاد الأوروبي للتعافي في غزة، مشيدة بحزمة المساعدات الأوروبية بقيمة 1.6 مليار يورو للسلطة الفلسطينية، وأكدت على دعم حل الدولتين والاستعداد للمشاركة في مؤتمر السلام في نيويورك المقرر في يونيو المقبل.