تصدرت الفنانة المصرية ريهام عبد الغفور عناوين الأخبار ومحركات البحث مؤخرًا، بعدما وجهت رسالة قوية ومؤثرة إلى المتنمرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. جاء ذلك ردًا على موجة من التعليقات السلبية التي استهدفت مظهرها وأشارت إلى علامات التقدم في العمر. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه الواقعة، تأثيرها على ريهام وعائلتها، وأهمية مكافحة التنمر الإلكتروني.

بداية القصة: فيديو تيك توك يثير الجدل

في نهاية مارس 2025، نشرت ريهام عبد الغفور مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي على تيك توك، ظهرت فيه برفقة الطفلة التي شاركتها بطولة مسلسل “ظلم المصطبة”. كان الهدف من الفيديو مشاركة لحظة ممتعة مع جمهورها، لكنها فوجئت بتعليقات جارحة تركزت على مظهرها، حيث أشار البعض إلى ظهور التجاعيد وتقدمها في العمر. هذه التعليقات لم تمر مرور الكرام، بل تركت أثرًا عميقًا على الفنانة.

 

رسالة ريهام عبد الغفور للمتنمرين

لم تتجاهل ريهام هذه التعليقات، بل اختارت مواجهتها بشجاعة عبر منشور مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي. وجهت رسالة واضحة لجمهورها قالت فيها:

«ممكن تتناقشوا في موضوع إني كبرت وعجزت في حتة تانية غير صفحتي، عشان أولادي بيتأذوا لما يشوفوا إن أمهم يتم التنمر عليها بسبب حاجة مش في إيدها».

أكدت ريهام أن التنمر لا يؤثر عليها فقط، بل يمتد تأثيره إلى أبنائها الذين يشعرون بالألم عند رؤية تعليقات تسخر من والدتهم. هذه الرسالة لاقت تفاعلًا واسعًا، حيث أشاد الكثيرون بشجاعتها في التصدي للتنمر.

ظلم المصطبة: آخر أعمال ريهام عبد الغفور

تزامنت هذه الواقعة مع عرض مسلسل “ظلم المصطبة” في موسم رمضان 2025، والذي حقق نجاحًا كبيرًا. المسلسل، الذي تدور أحداثه في مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، يسلط الضوء على قصص إنسانية ورومانسية ضمن إطار درامي مشوق. يتناول العمل قضايا اجتماعية تتعلق بالعادات والتقاليد في المجتمع الريفي، مما جعله محط اهتمام الجمهور.

أبطال العمل: ريهام عبد الغفور، فتحي عبد الوهاب، إياد نصار، بسمة، أحمد عزمي. الكاتب: أحمد فوزي صالح (تأليف)، محمد رجاء (سيناريو وحوار). المخرج: هاني خليفة. الإنتاج: الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

خطر التنمر الإلكتروني: أرقام وإحصائيات

التنمر الإلكتروني ليس مجرد تعليقات عابرة، بل ظاهرة خطيرة تؤثر على الصحة النفسية للأفراد. وفقًا لدراسة أجرتها منظمة اليونيسف عام 2023، فإن 36% من الشباب في 30 دولة أبلغوا عن تعرضهم للتنمر عبر الإنترنت. كما أشارت الدراسة إلى أن التنمر يمكن أن يؤدي إلى القلق، الاكتئاب، وحتى التفكير في إيذاء الذات.

في حالة ريهام، كانت التعليقات موجهة لشخصية عامة، لكن تأثيرها امتد إلى عائلتها، مما يبرز الحاجة إلى توعية المجتمع بمخاطر التنمر وتعزيز ثقافة الاحترام على الإنترنت.

كيف يمكن مكافحة التنمر الإلكتروني؟

تجربة ريهام عبد الغفور تفتح الباب لمناقشة حلول فعالة للحد من التنمر الإلكتروني. إليك بعض الخطوات العملية:

التوعية: نشر حملات توعية حول تأثير الكلمات السلبية على الآخرين. على سبيل المثال، أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية في 2022 حملة “كفى تنمرًا” لتعزيز الوعي بمخاطر التنمر في المدارس وعبر الإنترنت. الإبلاغ: تشجيع المستخدمين على الإبلاغ عن التعليقات المسيئة على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، حيث توفر هذه المنصات أدوات للإبلاغ عن المحتوى المسيء. دعم الضحايا: توفير دعم نفسي للأشخاص الذين يتعرضون للتنمر، مثل الخط الساخن للإرشاد النفسي في مصر (08008880700). التشريعات: تطبيق قوانين صارمة ضد التنمر الإلكتروني. في مصر، ينص قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات لعام 2018 على عقوبات للتحرش أو التنمر عبر الإنترنت.

مثال آخر لجهود التوعية هو حملة “تحدث” التي أطلقتها مؤسسة “إيديكس” في الإمارات عام 2023، والتي ركزت على تمكين الشباب من مواجهة التنمر من خلال ورش عمل ومنصات رقمية.

خاتمة: رسالة من القلب

ريهام عبد الغفور لم تكتفِ بالصمت أمام التنمر، بل اختارت أن تكون صوتًا لكل من يعاني من التعليقات السلبية. رسالتها لم تكن مجرد دفاع عن نفسها، بل دعوة لاحترام مشاعر الآخرين، خاصة عندما يتعلق الأمر بأطفالهم. في عالم يزداد ترابطًا عبر الإنترنت، يبقى التحدي الأكبر هو بناء مجتمع رقمي يسوده الاحترام والتفهم.