كتبت.. آلاء محمدي

استقبل عشاق الدراما التلفزيونية الموسم السابع من مسلسلBlack Mirror  جرعة جديدة من الإثارة والتفكير العميق، ويواصل هذا العمل الفني المتميز رحلته في استكشاف التداعيات الدرامية والمقلقة للاندماج المتزايد بين التكنولوجيا والحياة الإنسانية، مقدماً رؤى مستقبلية مشحونة بالتشويق والقلق الوجودي.

عودة الموسم السابع من مسلسل  Black Mirror

يعد مسلسلBlack Mirror  بمثابة عدسة مكبرة تسلط الضوء على التأثيرات العميقة والمتشعبة للتقنيات الحديثة على شتى مناحي الوجود البشري، ففي حلقاته الجديدة ينقلنا المسلسل إلى عوالم مستقبلية قريبة وبعيدة على حد سواء، حيث تتبوأ الآلات مركز الصدارة، وتتضاءل تدريجياً مكانة الإنسان أمام جبروت الذكاء الاصطناعي والأنظمة التقنية المعقدة.

ويتميز هذا العمل الدرامي الفريد بقدرته الفائقة على دمج الفرضيات العلمية المت plausible مع خيال جامح لا يعرف الحدود، ومن خلال هذه العدسة، يرسم المسلسل تصورات قاتمة لمستقبل تهيمن فيه التكنولوجيا على أدق تفاصيل الحياة اليومية، وتضع العقل البشري في مواجهة تحديات غير مسبوقة تهدد جوهر إنسانيته، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يتعمق المسلسل في استعراض الجوانب الاجتماعية والنفسية والجسدية التي تتأثر بعمق نتيجة الاعتماد المتزايد على الأنظمة الرقمية، كاشفاً عن هشاشة الروح الإنسانية في مواجهة التطور التكنولوجي المتسارع.

تفاعل الجمهور مع مسلسل  Black Mirror

لم يكد الموسم السابع من مسلسلBlack Mirror يبدأ عرضه حتى ضجت منصات التواصل الاجتماعي   بتعليقات وتقييمات الجمهور المتحمس، وعبر العديد من المشاهدين عن إعجابهم الشديد بالأفكار "المجنونة" التي طرحتها الحلقات الجديدة، مؤكدين أن المسلسل ينجح في اصطحابهم إلى عوالم أخرى تثير الدهشة والتساؤلات العميقة، وكتب أحد المتابعين على "فيسبوك" معبراً عن انبهاره "الموسم السابع عاد بقوة.. كل حلقة بمثابة صدمة فكرية تجعلك تعيد التفكير في كل شيء."

وأبدى بعض المشاهدين الآخرين آراء أكثر تحفظاً، حيث رأى البعض أن المسلسل ربما بدأ في تكرار بعض الأفكار الأساسية، وذلك مع التركيز بشكل خاص على فكرة "انتصار التكنولوجيا وخسارة البشر"، وعبر أحدهم عن حزنه العميق تجاه المصائر القاتمة التي واجهتها بعض الشخصيات في الحلقات، مشيراً إلى أن "الجرعة التشاؤمية" قد تكون أصبحت أكثر حدة.