في تصريحات حاسمة تكشف ملامح المرحلة المقبلة في الملف الأوكراني والدور المتنامي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أكد مارك روته الأمين العام للحلف أن الناتو يعمل بجدية لتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة التحديات المتزايدة، وعلى رأسها روسيا. 

وأضاف أن هناك التزامًا أمريكيًا قويًا تجاه الحلف، مشيرًا إلى أن الأزمة الأوكرانية ما زالت مفتوحة على احتمالات متعددة، لكن الأمل بالتوصل إلى حل لا يزال قائمًا.

الناتو يعزز دفاعاته الجماعية  

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن الناتو يعمل على تقوية قدراته الدفاعية من أجل حماية أراضي الدول الأعضاء من التهديدات المحتملة، في ظل ما وصفه بـ"البيئة الأمنية المتغيرة".  
وأضاف أن التحديات الحالية تفرض ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي لكل دولة في الحلف، موضحًا أن "الاعتماد على حد 2% من الناتج المحلي لم يعد كافيًا للدفاع الفعّال"، في إشارة إلى أهمية تجاوز هذا الرقم لضمان الجاهزية العسكرية.

أوكرانيا مستعدة للسلام وروسيا تحت المجهر  

في ما يخص الأزمة الأوكرانية، أكد الأمين العام أن أوكرانيا أبدت جدية حقيقية في محادثات السلام، مضيفًا أن الكرة الآن في ملعب روسيا، التي يجب أن تُظهر بدورها نية صادقة لإنهاء الصراع.  
ورغم تفاؤله الحذر، قال: "لا أعلم إن كان الرئيس الروسي يريد السلام فعلاً، لكن يمكننا أن نكون متفائلين بما تم تحقيقه حتى الآن".
وأشار إلى أن الدعم الغربي لكييف ما زال مستمرًا، وأن الناتو ينسق جهوده للحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة موسكو.

التزام أمريكي ثابت وأمل بقيادة تفاوضية  

تحدث الأمين العام عن لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا اللقاء بـ"الجيد والبنّاء"، مشيرًا إلى أن ترامب كان أول من كسر الجمود في مفاوضات أوكرانيا.  
وأكد أن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالمادة الخامسة من ميثاق الناتو، التي تنص على الدفاع المشترك، نافيًا وجود نية أميركية للانسحاب من ملف أوكرانيا.  
وقال: "أرى أن واشنطن، خاصة في ظل قيادة ترامب، قادرة على دفع عملية التفاوض إلى نهايات إيجابية".

روسيا: التحدي الأطول أمام أوروبا 

اختتم الأمين العام تصريحه بالتأكيد على أن روسيا تمثل تحديًا طويل الأمد لأمن أوروبا، وأن التعامل معها يتطلب استراتيجيات مستدامة تتضمن الردع والحوار في آن واحد.
وشدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من الوحدة والإنفاق والعمل الجماعي للحفاظ على استقرار الحلف والمنطقة الأوروبية برمتها.
في ظل أجواء التوتر الدولي، يبرز حلف الناتو كعنصر حاسم في معادلة الأمن الأوروبي والعالمي. 
وبين الدعوات للسلام والتأكيد على ضرورة الردع، يبدو أن المستقبل القريب يحمل الكثير من التحديات وأيضًا الفرص.