في تطور مقلق يعكس حجم الكارثة التي ضربت مدينة بندر عباس جنوبي إيران، أعلن حاكم المدينة مساء السبت عن إغلاق شامل لجميع المدارس غدًا الأحد، وذلك عقب الانفجار الهائل الذي وقع في ميناء "الشهيد رجائي"، والذي تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا واستمرار الحرائق حتى اللحظة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات احترازية شاملة لمنع تفاقم الأوضاع.

ويأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه السلطات الإيرانية التحقيق في أسباب الانفجار في ميناء بندر عباس، وسط ترقب شعبي ورسمي لمآلات الأزمة التي تتزامن مع جولة من المحادثات النووية الحساسة مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان.

ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 8 قتلى و750 مصابًا

كشف وزير الداخلية الإيراني عن تفاصيل صادمة بشأن حصيلة انفجار بندر عباس، موضحًا أن عدد القتلى ارتفع إلى ثمانية أشخاص، فيما أصيب نحو 750 آخرين بجروح متفاوتة، نتيجة الانفجار الضخم الذي هزّ منطقة الميناء.

وأضاف الوزير أن النيران انتقلت من حاوية لأخرى بسرعة كبيرة، ما جعل السيطرة عليها أمراً معقداً، خاصة في ظل احتواء بعض الحاويات على مواد شديدة الاشتعال. 
وقال وزير داخلية إيران: "نأمل أن نتمكن من إطفاء الحريق خلال الساعات القادمة، وقد اتخذنا عدة تدابير احترازية لحماية المواطنين والمرافق القريبة".

ألسنة اللهب تواصل التهام الحاويات

وذكرت وكالة فارس أن سبب انفجار بندر عباس يعود إلى اندلاع حريق في عدد من الحاويات بالميناء، ليتحول لاحقاً إلى انفجارات متتالية طالت حاويات أخرى عند وصول اللهب إليها.

وأكدت تقارير ميدانية أن الحرائق ما زالت مستعرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، فيما تواصل فرق الإطفاء والإنقاذ عملياتها تحت ظروف شديدة الخطورة، في محاولة لحصر النيران قبل انتشارها إلى منشآت مجاورة.

تزامن خطير مع المحادثات النووية في مسقط

في خلفية هذا التصعيد الميداني، أفادت أكسيوس عن مسؤول أميركي بأن المحادثات النووية، المباشرة وغير المباشرة، بين إيران وواشنطن استمرت لأكثر من أربع ساعات في العاصمة العُمانية مسقط.

وعلى صعيد محتوى الحوار، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادر مطلعة، أن مسألة نقل اليورانيوم المخصب إلى خارج إيران لم تكن مطروحة خلال هذه الجولة، ولا في أي من الجولات السابقة.

وأضاف المصدر أن واشنطن لم تطلب من طهران وقف التخصيب بشكل كامل، حيث أن هذا البند لم يعد محل خلاف، في إشارة إلى بوادر توافق مبدئي حول بعض النقاط الفنية، مقابل استمرار الخلافات حول بنود أخرى.

توتر داخلي وتحديات خارجية

الانفجار في ميناء "رجائي" لا يقتصر على تداعياته الإنسانية والاقتصادية فقط، بل يأتي في توقيت حساس للغاية داخليًا وخارجيًا، حيث تحاول إيران إنقاذ مفاوضاتها النووية المتعثرة، وتخوض في الوقت نفسه معركة لاحتواء أزمات أمنية واقتصادية متداخلة.ويظل السؤال الأكبر الذي يؤرق الإيرانيين اليوم: هل ما حدث مجرد حادث عرضي؟ أم أنه مرتبط بسياقات أوسع وتحديدا بعد تهديدات نتنياهو بضرب منشآت نووية داخل إيران