نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نظرية السبع سنوات...هل للصداقات مدة صلاحية؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 07:55 صباحاً
كم هو جميل أن يكون لديك صديق يعرف معنى الصداقة، يحبّك ويدعمك وتتشاركون محطات الحياة إلى الأبد. الأصدقاء ليسوا بعددهم، إنّما بمعدنهم. جميعنا اكتشفنا أنّ مرور الأيام تكشف لنا الصديق الحقيقي من العابر، ونرى أنّ ظروفاً معينة جمعتنا بأصدقاء وظروف أخرى فرّقتنا عنهم، ونقتنع أخيراً أنه قد يدوم صديق أو أثنين بالحد الأقصى لمدى الحياة.
وتأتي نظرية السبع سنوات في علاقة الصداقة وهي قاعدة اجتماعية بالدرجة الأولى، لتقول إنه إذا دامت صداقة لأكثر من سبع سنوات فهي ستدوم للأبد، وهناك وجهة نظر أخرى تقول أنّ كل سبع سنوات يغيّر الشخص من صداقاته. هل هذه القاعدة صحيحة؟
معظم الصداقات، حتى أفضلها، لا تدوم إلى الأبد. وقد أكّدت دراسة حديثة أجراها عالم الاجتماع الهولندي جيرالد مولينهورست في جامعة أوتريخت، أنّ الغالبية العظمى من الصداقات تميل إلى أن تكون عابرة، وأنّ الشخص يفقد ما يقرب من نصف أعضاء شبكتك المقربة كل سبع سنوات، وأنّ الصداقات التي نكوّنها وتلك التي نحتفظ بها غالباً ما تُحددها الفرصة أكثر من التفضيلات الشخصية، إذ تنهار العديد من العلاقات لأن الناس لم تعد لديهم فرصة التواجد معاً في نفس السياق، مثل المدرسة أو المكتب أو الحي.
وبحسب دراسة مولينهورست، نفقد ونستبدل حوالي نصف أصدقائنا كل سبع سنوات، ونتيجة لذلك، يبقى حجم شبكتنا الاجتماعية ثابتاً مع مرور الوقت، ونحتفظ بـ 30 في المئة فقط من الأصدقاء "المساعدين" الأصليين وشركاء النقاش بنفس المكانة في شبكة الشخص المعني بعد سبع سنوات، ويظل 48 في المئة فقط جزءاً من الشبكة الاجتماعية.
وعلى عكس الأبحاث التي تشير إلى أن الناس عادةً ما يفصلون بين أشياء مثل العمل والنوادي الاجتماعية والأصدقاء، وأن أحجام الشبكات الاجتماعية آخذة في التقلص لأننا نصبح أكثر فردية، تُظهر هذه الدراسة أن هذه الفئات غالباً ما تتداخل، ولا يصبح الشخص فردانياً.
نظرية تعتمد على ظروف الأصدقاء!
نظرية السبع سنوات كمدة لاستمرار أي علاقة هي مبدأ اجتماعي وليس علمي أو نفسي، فهناك صداقات تنتهي قبل بلوغها عمر السبع سنوات وهناك صدقات تستمر مدى الحياة، والأمر يعود إلى ديناميكية هذه العلاقات، تشرح الدكتورة غرايس عازار، أستاذة محاضِرة في الجامعة اللبنانية الأميركية، جامعة الروح القدس الكاسليك، الجامعة اللبنانية وجامعة البلمند، متخصصة بعلم النفس والبيانات الطبية.
فالصداقة هي علاقة كأي علاقة أخرى تمر بديناميكيات عديدة خلال عدة مراحل، ويمكن أن تتغير فقد يتقرب الأصدقاء أكثر من بعض خلال فترات معينة أو قد يبتعدون خلال فترات أخرى. ويعود هذا التقارب أو التباعد بين الأصدقاء، وفق عازار، إلى تغيّر ظروف كلّ منهم، سواء كان تغيير عمل أو الانتقال بالسكن إلى منطقة أخرى أو السفر إلى بلد آخر أو الإنجاب وتأسيس عائلة أو دخول علاقات أخرى إلى علاقة الصداقة هذه. كلّها عوامل قد تؤثر على هذه العلاقة إن لم تكن أساساً علاقة سليمة وقد تتسبب بانتهائها.
لذا، لا بدّ من أن تكون في علاقة الصداقة تواصل سليم وواضح وصريح والتحدّث في كل ما يزعج الطرفين بانفتاح، والبحث في الحلول. وإن لم توجد، من الأفضل أن يبتعد الأصدقاء عن بعضهم كأي علاقة أخرى، أفضل من البقاء أصدقاء مع شعور بالانزعاج والأذى. كذلك، يجب أن تكون العلاقة مبنية على الاحترام والثقة والتحدث بجميع المشاعر دون نفاق أو كذب.
بالتالي، لتستمر الصداقة، وفق عازار، يجب أن يكون الأصدقاء داعمين لبعضهم البعض في الأوقات الصعبة، والحفاظ على الوعود التي يقطعونها ويتشاركون نشاطات تهمّهم وأن يساهم الأطراف في نمو الجميع وليس نمو شخص على حساب الآخر. كذلك فإنّ التسامح بعد أي خطأ أمر مهم جداً شرط التحدّث بالمشكلة، فليس مهماً كمية العلاقات هذه وإنما نوعيتها.
0 تعليق