واجه ريال مدريد سلسلة من الأحداث الصعبة هذا الأسبوع بعد سقوطه أمام برشلونة بنتيجة 3-2 في نهائي كأس ملك إسبانيا، في مباراة مثيرة شهدت الكثير من الجدل داخل وخارج أرض الملعب. جاءت الخسارة في ظل حالة من التوتر المتزايد بين النادي والحكام الإسبان، لتختتم أسبوعًا يوصف بأنه من الأسوأ للنادي الملكي هذا الموسم.

توتر متصاعد مع الحكام وقرارات حاسمة في المباراة

انفجر لاعبو ريال مدريد غضبًا عقب إطلاق الحكم ريكاردو دي بورغوس صافرة نهاية اللقاء، معبرين عن احتجاجهم العنيف على بعض القرارات التحكيمية. أدى هذا الانفعال إلى حصول كل من أنطونيو روديغر، وجود بيلينغهام، ولوكاس فاسكيز على بطاقات حمراء بعد نهاية المباراة، مما قد يعرضهم لعقوبات قاسية.

وبحسب تقرير الحكم الرسمي، قام روديغر بإلقاء جسم نحو الحكم عقب استبداله، وهو ما قد يؤدي إلى إيقافه لفترة طويلة وفق لوائح الاتحاد الإسباني لكرة القدم.

التحكيم تحت ضغط الانتقادات المستمرة

شهدت الشهور الماضية انتقادات متواصلة من جانب ريال مدريد تجاه أداء الحكام، لدرجة وصلت إلى اتهامات علنية بالتحيز عبر القناة الرسمية للنادي. وأثارت هذه الانتقادات تأثيرًا كبيرًا، حيث أجهش الحكم دي بورغوس بالبكاء خلال مؤتمر صحفي، متحدثًا عن التهديدات التي طالت عائلته وزملائه من الحكام.

وفي تصريحات لاحقة، لمح حكم الفيديو المساعد بابلو غونزاليس فويرتيس إلى احتمال تنظيم الحكام لإضراب تاريخي اعتراضًا على الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها.

انسحاب جزئي ومواقف متوترة من ريال مدريد

ردًا على الأجواء المشحونة، انسحب ريال مدريد من عدة فعاليات رسمية قبيل المباراة النهائية، بما في ذلك المؤتمرات الصحفية وعشاء الرؤساء، مما أعاد للأذهان انسحابهم السابق من احتفالية الكرة الذهبية بعد شعورهم بالظلم تجاه نجمهم فينيسيوس جونيور.

كما تناقلت بعض وسائل الإعلام الإسبانية أن ريال مدريد فكر في الانسحاب من خوض المباراة النهائية ما لم يتم تغيير طاقم التحكيم، وهي رواية نفاها النادي لاحقًا مع التأكيد على أن الحكام أظهروا “عداءً واضحًا” تجاههم.

مباراة مثيرة وتحكيم مثير للجدل

رغم كل الجدل، تمكن الحكم دي بورغوس من إدارة المباراة بحيادية نسبية. ففي الوقت الإضافي، ألغى ركلة جزاء لصالح برشلونة بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو، بعدما تأكد من ضعف الاحتكاك الذي تعرض له رافينيا.

غير أن التوتر ظل مسيطرًا على أجواء اللقاء، خصوصًا بعد هدف جول كوندي في الدقيقة 116، الذي حسم اللقاء لصالح برشلونة ودفع لاعبي ريال مدريد للانهيار الكامل بعد المباراة.

موسم للنسيان لريال مدريد

بخسارته في نهائي كأس الملك وخروجه المهين من دوري أبطال أوروبا على يد أرسنال بنتيجة 5-1، وأيضًا خسارته في كأس السوبر أمام برشلونة، يواجه ريال مدريد موسمًا خاليًا من البطولات حتى الآن.

ومع تبقي فرصة وحيدة متمثلة في سباق الدوري الإسباني، الذي يتأخر فيه بفارق أربع نقاط عن برشلونة، يحتاج الفريق الملكي لمعجزة للحفاظ على ماء وجهه هذا الموسم. وسيكون الموعد المرتقب مع برشلونة مرة أخرى يوم 11 مايو في مواجهة قد تحدد مصير اللقب.

وفي تصريحات تعكس الفارق بين الطرفين حاليًا، قال جناح برشلونة الصاعد لامين يامال مبتهجًا: “لا أحد يستطيع التعامل معنا هذا العام، لقد أثبتنا ذلك”.

يعيش ريال مدريد واحدة من أكثر فتراته صعوبة في السنوات الأخيرة، بين إخفاقات رياضية متتالية وتوترات غير مسبوقة مع التحكيم. ومع اقتراب نهاية الموسم، يبقى السؤال: هل يتمكن الملكي من استعادة توازنه أم أن خيبة الأمل ستطغى على طموحاته