كشف الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل جديدة حول الغارة الجوية التي شنها على منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، مؤكدًا أنها استهدفت بنية تحتية مرتبطة بتخزين صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله.

الهدف المعلن للهجوم الإسرائيلي

أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الغارة استهدفت مبنى يستخدم كمخزن لصواريخ دقيقة، معتبرًا أن هذا التخزين يشكل خرقًا صارخًا للاتفاقات القائمة بين إسرائيل ولبنان. كما وصف العملية بأنها إجراء دفاعي يهدف لحماية أمن مواطني إسرائيل.

ووفقًا لأدرعي، تم تنفيذ الغارة بعد اتخاذ خطوات تهدف إلى تقليل الأضرار الجانبية، منها إصدار تحذيرات مسبقة للسكان المحليين، واستخدام ذخائر دقيقة لضمان تجنب وقوع خسائر بين المدنيين.

حركة نزوح عقب الغارات التحذيرية

شهدت المنطقة حركة نزوح كثيفة بعد الغارات التحذيرية الثلاث التي سبقت الضربة الرئيسية. أفادت تقارير إعلامية محلية بأن السكان غادروا المباني المجاورة وسط حالة من الذعر، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من موقع الاستهداف.

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد أطلقت ثلاث ضربات تحذيرية على المبنى المستهدف لإخلائه من المدنيين، قبل أن يتم تدميره بالكامل.

ردود فعل متباينة

بينما اعتبر الجيش الإسرائيلي العملية ضرورية لمنع تهديد مباشر لأراضيه، يرى مراقبون أن استهداف مبانٍ مدنية، حتى وإن كانت تستخدم عسكريًا، يثير تساؤلات جدية حول التزام إسرائيل بقوانين الحرب، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين.

من جهته، لم يصدر حزب الله حتى الآن بيانًا رسميًا للرد على هذه الغارة، وسط توقعات بارتفاع حدة التوتر في المنطقة خلال الأيام المقبلة.

سياق أمني متوتر

تأتي هذه الغارة في ظل تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، خاصة مع تزايد تبادل القصف بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن حزب الله عزز وجوده العسكري في بعض المناطق الحدودية، ما رفع من وتيرة القلق في تل أبيب.

تعكس الغارة الإسرائيلية الأخيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت تصاعد الصراع غير المعلن بين إسرائيل وحزب الله، وسط محاولات كل طرف لترسيخ معادلة الردع. ومع استمرار الضربات والغارات، تبقى المخاوف قائمة من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة لا تُحمد عقباها.