محمد العاصي 

(إعلامي ورئيس "المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت")

مشروع قانون ما تسمى "اللائحة المقفلة" للإنتخابات البلدية في مدينة بيروت، في حال إقراره "على عجل" في جلسة المجلس النيابي الخميس المقبل، يعني تحويل الناخب البيروتي إلى مجرد ناخب "شاهد زور" مغلف بطابع ديموقراطي، يحرم حقه الشرعي في حرية الإختيار بين أسماء المرشحين لصنع لائحته بنفسه.
هذا القانون الانتخابي المقيت (في حال طبق)، سيزيد من تهميش دور أبناء بيروت في إختيار ممثليهم داخل المجلس البلدي، ويضاعف من الإحباط البيروتي، ويساهم في خفض نسبة الاقتراع بشكل كبير - علماً أن نسبة الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت غالباً ما تكون مخفوضة - ويوصل إلى عضوية المجلس البلدي لمدينة بيروت أشخاصاً أقل ما يقال عنهم أنهم غير معروفين، حتى لا نقول مجهولين من الناخب البيروتي.
 كذلك يحرم الجيل الجديد من الشباب البيروتي ولاسيما المستقلين منهم حقهم الطبيعي في الترشح منفردين خارج تلك اللوائح المقفلة، كأنه ممنوع عليهم حتى المحاولة أو الحلم بمستقبل أفضل لمدينتهم.
من هنا لا بد من دعوة نواب بيروت الى رفض تمرير هكذا قانون مجحف في حق بيروت أولاً، لكونهم ممثلين عن مدينة بيروت، ومجحف في حق أبناء بيروت ثانياً الذين اوصلو بأصواتهم هؤلاء النواب وأوكلوا اليهم مهمة تمثيلهم في الندوة البرلمانية، ليكونوا صوتهم داخل المجلس النيابي.
الدعوة مفتوحة أمام جميع شرائح المجتمع البيروتي ولاسيما منها الجمعيات الأهلية والعائلية، لرفع الصوت عالياً وقطع الطريق أمام وصول هكذا قانون مجحف في حق كل بيروتي.
اللهم اشهد اني قد بلغت.

المقاربة الواردة في اتلمقال لا تعكس باضرورة رأي مجموعة "النهار" الاعلامية