شهد المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية جلسة ماستر كلاس خاصة للفنانة ريهام عبد الغفور، ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، المقام تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة وعدد من المؤسسات الثقافية والفنية المصرية.

تكريم ريهام عبد الغفور في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير

استهل اللقاء الفنان خالد كمال، معرباً عن سعادته بتقديم أول ماستر كلاس لريهام، مشيداً بالطاقة الإيجابية التي صاحبت حفل الافتتاح. وقال: "شهدنا طاقة جميلة أمس، وسعيد بهذا الحدث الذي يجمع صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، وأدعو لدعم هذا المهرجان المهم".

خلال حديثها، فتحت ريهام عبد الغفور قلبها أمام الحضور، مشيرة إلى التأثير السلبي العميق الذي تركته وسائل التواصل الاجتماعي على حالتها النفسية، قائلة: "وسائل التواصل الاجتماعي بات لها تأثير مؤذٍ، وقد شعرت خلال الفترة الماضية بتدهور حالتي النفسية بسببها."

وأضافت أنها اختارت الرد بشكل متأخر على بعض الانتقادات التي تعلقت بتقدمها في العمر، وذلك بسبب مشاعر ابنها الصغير، وحرصها عليه، موضحة: "ابني عنده معاناة بقاله أكتر من سنة من فكرة الموت والتقدم في العمر، عشان كده أنا حسيت إن الرد العلني كان لازم يكون عبارة عن رسالة دعم له قبل أن يكون رد على الجمهور."

سوء اختيارات سينمائية والتعلم من التجربة

وعن مسيرتها السينمائية، اعترفت ريهام بأنها مرت بفترة من سوء الاختيارات، أثرت سلباً على تقدمها الفني، قائلة: "لمدة طويلة لم تكن اختياراتي في السينما موفقة، وهذا انعكس عليّ، وأسعى حالياً لمعالجة ذلك في مشاريعي القادمة."

في سياق آخر، سلطت ريهام الضوء على علاقتها القوية بالفنانة سلوى محمد علي، مؤكدة أنها كانت شخصية سطحية في الماضي، لكن لقاءها بسلوى غيّر الكثير في حياتها، وأضافت: "سلوى أثرت في شخصيتي بشكل إيجابي وجعلتني أرى الحياة بنظرة أعمق".

تحديات لقب "أبناء العاملين"

تطرقت ريهام إلى الضغوط التي عايشتها بسبب كونها ابنة الفنان الكبير أشرف عبد الغفور، لافتة إلى أن مصطلح "أبناء العاملين" شكّل عبئاً نفسياً كبيراً عليها في بداية مشوارها، وقالت: "في أول عشر سنوات من مسيرتي، رغبت أحياناً في ترك الفن، لكنني صممت على الاستمرار، تقديراً لاسم والدي ورغبة في إثبات ذاتي."

اللجوء إلى مدرب تمثيل لمواجهة الضغوط

وخلال حديثها عن التحديات العملية، كشفت ريهام أنها استعانت بمدرب التمثيل رامي الجندي في آخر أعمالها، موضحة أن متطلبات بعض الشخصيات كانت تستنزف طاقتها بشدة. وقالت: "التعاون مع مدرب تمثيل ساعدني على التحكم في القلق والتركيز أثناء التصوير".

وجهت ريهام تحية تقدير خاصة للمخرج يسري نصر الله، الذي كان حاضراً ضمن الحضور، معربة عن فخرها بمشاركته للماستر كلاس، كما استعادت ذكريات بداياتها الفنية في الطفولة، مؤكدة أن النجاح في الفن يتطلب توليفة متكاملة من العوامل.

عن مسلسل "ظلم المصطبة"، أكدت ريهام أن تحضيراته استمرت طويلاً، رغم تغيير ثلاثة مخرجين خلال فترة الإنتاج، مشيدة بالروح الإيجابية لفريق العمل. وأشارت إلى الكيمياء المتبادلة مع الفنان إياد نصار، قائلة: "هناك تفاهم وانسجام كبيران بيننا، كما ظهر في مسلسلي وش وضهر وظلم المصطبة".

التنوع والتجديد في اختيارات الأدوار

اختتمت ريهام حديثها بتأكيد حرصها الدائم على التنوع في اختياراتها الفنية، مشيرة إلى أن هذا التغيير ساهم في زيادة ارتباط الجمهور بها، بعد سنوات قضتها في تقديم أدوار متشابهة. وأضافت: "أبحث دائماً عن الأدوار التي تخرجني من منطقة الراحة، ولا أسعى وراء الأدوار المضمونة."

عن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير 

يذكر أن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير من المقرر أن تستمر حتى يوم 2 مايو المقبل، وسيكون هناك عروضاً لأفلام قصيرة من مصر والعالم، ليس ذلك فحسب بل من المقرر أن تقام ندوات وورش عمل لدعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.

ويُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير تأسس عام 2015، ويُقام سنوياً خلال شهر أبريل بمدينة الإسكندرية. أسسته جمعية دائرة الفن، ويقام تحت رعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة المصرية، بمشاركة شركات ومؤسسات داعمة أبرزها ريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، نيو سينشري، وشركة باشون للإنتاج الفني.