كتبت – هاجر هشام

في ظاهرة أثارت دهشة واستغراب الملايين من المصريين، بدأت فواكه الصيف مثل البطيخ والعنب والخوخ والفراولة في الظهور بكثافة في الأسواق المحلية خلال فصل الربيع، وذلك قبل موعدها التقليدي في فصول الصيف يوليو وأغسطس، وهذا يعود إلى تأثير تغيرات المناخ على الزراعة في مصر.

سبب حصاد فواكه الصيف قبل آوانها 

وفقًا لحسين عبدالرحمن، نقيب الفلاحين في مصر، فإن ارتفاع درجات الحرارة وتغير الأنماط المناخية دفعا المزارعين إلى تبني أساليب زراعية مبتكرة، حيث يقول عبدالرحمن في تصريحات خاصة: "نستخدم الآن زراعة الأنفاق والصوب الزراعية التي تتيح التحكم في درجات الحرارة والرطوبة، مما يسمح بزراعة المحاصيل قبل مواعيدها التقليدية بثلاثة أشهر"، فإن هذه التقنيات، إلى جانب أصناف بذور مقاومة للتغيرات المناخية، ساهمت في إنتاج فواكه بجودة عالية وحجم أكبر، مع تحقيق أرباح جيدة للمزارعين بفضل البيع المبكر.

الفراولة والبطيخ نجوم الموسم المبكر

من أبرز المحاصيل التي فاجأت المستهلكين بظهورها المبكر، هي الفراولة والبطيخ، حيث أوضح عبدالرحمن أن هذه المحاصيل يتم زراعتها  باستخدام بذور متطورة تتحمل التقلبات المناخية، مع مراقبة صارمة من الجهات الرسمية لضمان سلامتها، وأكد أن هذه المنتجات خاضعة لفحوصات دورية، وأي استخدام لمواد ضارة يواجه بعقوبات فورية، مما يضمن سلامة المستهلكين.

تحديات وفرص الزراعة في ظل تغير المناخ

من جانبه، أشار الدكتور سعيد سليمان، أستاذ الوراثة بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق، إلى أن التطورات في مجال الزراعة ساهمت في التغلب على بعض تحديات تغير المناخ، وأوضح في حديثه أن الصوبات المحمية والبذور المستوردة مكنت المزارعين من إنتاج محاصيل مثل الأرز والذرة مرتين سنويًا، مستفيدين من الشتاء القصير وارتفاع الحرارة، ومع ذلك، يظل بعض المحاصيل مثل القمح يواجه تحديات بسبب حاجته إلى برودة، مما يتطلب تطوير أصناف جديدة مقاومة للحرارة.

مستقبل الزراعة المصرية

ومن الجدير بالذكر أن، هذا التغيير في مواسم الحصاد سوف يبرز قدرة المزارعين المصريين على التكيف مع التحديات البيئية الصعبة، لكنه في نفس الوقت يثير أيضًا موجة من التساؤلات حول استدامة هذه الممارسات على المدى الطويل. 

ومع استمرار تغير المناخ، يبقى السؤال: كيف ستتمكن مصر من تحقيق التوازن بين استغلال الفرص الجديدة وضمان الأمن الغذائي؟