في خطوة طبية بارزة تُبرز مدى الجاهزية والكفاءة في التعامل مع الحالات الطارئة، نجح الفريق الطبي بمستشفى الملك فهد في المدينة المنورة، التابع لتجمع المدينة المنورة الصحي، في إنقاذ حياة شاب أربعيني بعد تعرضه لحادث سقوط من ارتفاع شاهق بلغ 20 مترًا. تدخل الفريق الطبي بسرعة ودقة عالية، ما أسفر عن إجراء عملية جراحية معقدة أنقذت حياة المصاب رغم حالته الحرجة.

ما الذي حدث؟ تفاصيل الحادث ونقل المصاب

تلقى قسم الطوارئ بمستشفى الملك فهد بلاغًا عن حالة حرجة إثر سقوط من ارتفاع عالٍ. وقد تم نقل المصاب على الفور عبر فرق الهلال الأحمر السعودي، بعد تفعيل “مسار الإصابات الحرجة”، وهو أحد البروتوكولات المعتمدة في المستشفى لضمان التدخل السريع والفعال في الحالات المهددة للحياة.

تشخيص الحالة: إصابات متعددة وتهتك داخلي

عند وصول المريض، كانت حالته غير مستقرة، وبيّنت الفحوصات الأولية والتصوير المقطعي ما يلي:

تهتك حاد في عضلة الحجاب الحاجز. نزيف داخلي في الكبد. كسر في منطقة الحوض أدى إلى إصابة المثانة البولية. جروح عميقة في أسفل الظهر.

هذه الإصابات المعقدة تطلبت تدخلاً جراحيًا فوريًا من قبل فريق طبي متعدد التخصصات.

العملية الجراحية: تدخل دقيق لإنقاذ الحياة

تم إدخال المريض مباشرة إلى غرفة العمليات، حيث خضع لجراحة طارئة شملت:

وقف النزيف الداخلي في الكبد. إصلاح عضلة الحجاب الحاجز المتضررة. ترميم المثانة البولية المتأثرة بالكسر.

وقد تمت العملية بنجاح تام، وأثبتت قدرة الفريق الجراحي على التعامل مع الحالات الحرجة بأعلى درجات الاحترافية، مما ساهم في استقرار الحالة وإنقاذ حياة المصاب.

مرحلة ما بعد الجراحة: العناية المركزة ثم التعافي

بعد الانتهاء من الجراحة، نُقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لمتابعة حالته على مدار الساعة. خضع لرقابة طبية صارمة لضمان عدم حدوث أي مضاعفات، وبدأت حالته في التحسن التدريجي حتى أصبح قادرًا على الخروج من المستشفى بصحة جيدة.

ما الذي يميز مستشفى الملك فهد في المدينة المنورة؟

يُعد مستشفى الملك فهد من المرافق الطبية الرائدة في منطقة المدينة المنورة، ويتميز بما يلي:

وجود كادر طبي مؤهل ومتخصص في طب الطوارئ وجراحة الإصابات المعقدة. اعتماد بروتوكولات معتمدة دوليًا للتعامل مع الحالات الحرجة، مثل “مسار الإصابات الحرجة”. توافر التجهيزات الطبية المتقدمة وغرف العمليات عالية التقنية.

ويأتي هذا الإنجاز ليدعم رؤية وزارة الصحة السعودية في تحسين جودة الرعاية الصحية العاجلة، ورفع جاهزية المرافق الصحية لمواجهة الحالات الطارئة بكفاءة.

تجربة واقعية تُعزز الثقة بالخدمات الصحية في المملكة

تمثل قصة هذا الشاب نموذجًا حيًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة في المملكة، ومدى تقدم القطاع الطبي في التعامل مع الأزمات. فبفضل الجهود المتكاملة والتعامل السريع مع الحالة، تم إنقاذ حياة المصاب في ظروف كانت تعد شبه مستحيلة.

خلاصة

إن النجاح الطبي الذي تحقق في مستشفى الملك فهد ليس فقط إنقاذًا لحياة، بل هو تأكيد على فعالية النظام الصحي السعودي، وكفاءة الكوادر الوطنية في الاستجابة السريعة للحالات الخطيرة. ويبعث هذا الإنجاز برسالة طمأنينة إلى المواطنين والمقيمين بأن الرعاية الصحية في المملكة ترتقي لمستوى المعايير العالمية.