أثار الفنان أحمد حاتم جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، بعدما تحدث بصراحة عن الشخصية التي يؤديها في فيلم الملحد، وهو عمل أثار نقاشات قبل عرضه وتعرض لتأجيلات لأسباب لم يتم الكشف عنها رسميًا. في حوار تلفزيوني ضمن برنامج “عندي سؤال”، كشف حاتم عن تفاصيل مثيرة وجريئة تخص شخصية “الدكتور يحيى”، التي يجسدها ضمن أحداث الفيلم.

قصة الفيلم ومحور الشخصية

يروي فيلم الملحد قصة شاب يدعى يحيى، نشأ في بيئة دينية متشددة تحت سقف والد متدين للغاية (يجسده الفنان الكبير محمود حميدة). ولكن رغم هذه التربية، يجد يحيى نفسه يدخل في صراع داخلي مع تلك الأفكار، مما يقوده إلى التمرد على معتقدات أسرته وإعلان إلحاده، وهو ما يفتح أبوابًا للنقاش حول الأسباب النفسية والاجتماعية التي تدفع الشباب لمثل هذه القرارات.

وجهة نظر أحمد حاتم في تقديم الدور

أكد أحمد حاتم أنه لم يتردد في قبول الدور رغم حساسية الموضوع، مشيرًا إلى أنه وجد نفسه مناسبًا تمامًا لأداء هذه الشخصية التي وصفها بأنها “مليئة بالتحدي والعمق”. وقال: “قدمت الشخصية دي لوجه الله، مؤمن بأهمية مناقشة القضايا دي، خاصة لما بتتقدم بوعي وواقعية”.

هل يناقش الفيلم الإلحاد كمشكلة عامة؟

أوضح حاتم أن الفيلم لا يهدف إلى تعميم الظاهرة أو تبريرها، بل يسرد حالة فردية لشاب تأثر بعوامل محيطة به، من تربية صارمة إلى غياب الحوارات المفتوحة. وأضاف: “العمل لا يروّج لفكر معين، ولكنه يسلط الضوء على صراع داخلي إنساني يمكن أن يعيشه أي شاب في مجتمعاتنا”.

الأبعاد الاجتماعية للفيلم

يتناول الفيلم الإلحاد ليس فقط كفكرة فلسفية أو دينية، بل كأزمة اجتماعية تعكس غياب الحوار ورفض الاختلاف داخل بعض الأسر. ويُسلّط الضوء على تأثير التربية المغلقة مقابل دور الحب والفهم في بناء الإنسان، من خلال العلاقة التي تجمع يحيى بطبيبة (تجسدها تارا عماد) تمثل الجانب الآخر من المعادلة الفكرية والوجدانية في حياته.

طاقم عمل فيلم “الملحد”

الفيلم من تأليف الكاتب المعروف إبراهيم عيسى، أحد أبرز الأصوات المثيرة للجدل في مناقشة قضايا الدين والمجتمع، ومن إخراج ماندو العدل، بينما تولى إنتاجه أحمد السبكي.

رؤية تحليلية: لماذا يهم هذا الفيلم؟

يُعد “الملحد” أحد الأعمال الفنية النادرة في السينما العربية التي تتناول قضية الإلحاد من منظور درامي وإنساني، وهو ما قد يفتح الباب لحوار مجتمعي أكثر نضجًا وعمقًا حول الحريات الفكرية والتحديات التي تواجه الشباب. وفي الوقت ذاته، قد يثير الفيلم ردود فعل متباينة بسبب جرأة الموضوع، ما يستدعي استعدادًا ثقافيًا ونقديًا لتناوله بعيدًا عن الأحكام المسبقة.

فيلم “الملحد” ليس مجرد عمل درامي تقليدي، بل هو تجربة فكرية تسعى إلى تحفيز المجتمع على التفكير والنقاش حول قضايا مسكوت عنها. ويبقى السؤال الأهم: هل ستسمح الساحة الفنية والجماهيرية بمساحة نقاش عقلاني حول مثل هذه المواضيع، أم سيبقى الصمت سيد الموقف؟

لمزيد من التفاصيل عن الفيلم من المصدر، يمكن متابعة الحساب الرسمي للمنتج أحمد السبكي على فيسبوك أو الموقع الرسمي للشركة المنتجة.