في الاجتماع السنوي لشركة بيركشاير هاثاواي بمدينة أوماها، علّق الرئيس التنفيذي وارن بافيت على سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن التجارة "لا ينبغي أن تُستخدم كسلاح".

وجاء تصريح بافيت ردًا على سؤال حول الحواجز التجارية، حيث قال: "يمكننا تقديم حجج قوية جداً لإثبات أن التجارة المتوازنة مفيدة للعالم. لا شك أن التجارة قد تكون بمثابة عمل حربي"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة "يجب أن تسعى إلى التجارة مع بقية العالم".

تأثير الرسوم الجمركية على بيركشاير هاثاواي

جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع إصدار بيان نتائج أعمال شركة بيركشاير هاثاواي للربع الأول من عام 2025، والذي أظهر تراجعًا في الأرباح التشغيلية بنسبة 14% مقارنةً بالعام السابق، حيث بلغت 9.6 مليار دولار.

ورغم هذا الانخفاض في الأرباح، فقد ارتفعت السيولة النقدية للشركة إلى 347.7 مليار دولار، ما يعكس التحديات التي تواجهها في إيجاد فرص استثمار مناسبة في ظل المناخ التجاري الحالي.

تحذير من التأثيرات السلبية للرسوم الجمركية

أشارت الشركة في بيانها إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر سلبًا على محفظة أعمالها الواسعة، والتي تشمل قطاعات متعددة مثل التأمين، والسكك الحديدية، والطاقة، والتصنيع.

وأكدت بيركشاير أن هذه الإجراءات قد تُحدث تغيرات غير متوقعة في تكاليف المنتجات وسلاسل التوريد، وقد تؤثر أيضًا على طلب العملاء. وأضاف البيان:

"من المحتمل بشكل منطقي أن تكون هناك عواقب سلبية على معظم أعمالنا التشغيلية، إن لم يكن جميعها، بالإضافة إلى محفظتنا من الأسهم".

التعريفات الجمركية "عمل حرب"

رغم تأكيده في العام الماضي أنه لن يدعم أي مرشح سياسي، إلا أن وارن بافيت لم يتوانَ عن الإدلاء بآرائه الاقتصادية الصريحة. ففي مارس الماضي، وصف التعريفات الجمركية بأنها "عمل حرب"، وهو توصيف يتماشى مع تعليقاته الأخيرة حول مخاطر استخدام التجارة كوسيلة ضغط أو تهديد سياسي.

تداعيات اقتصادية متوقعة

وقد تسببت الإجراءات التي اتخذها ترمب، خاصةً الإعلان عن الرسوم الجمركية في "يوم التحرير" بتاريخ 2 أبريل، في اضطرابات بأسواق الأسهم وقطاع الاستثمار. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع تكاليف الإصلاح في شركات التأمين على السيارات، مثل شركة "جيكو" التابعة لبافيت، ما يضيف عبئًا ماليًا إضافيًا على الشركة والمستهلكين على حد سواء.