تصريحات أردوغان: إسرائيل و”الفوضى” في سوريا

خلال عودته من زيارة إلى قبرص التركية في مايو 2025، أدلى أردوغان بتصريحات نارية، واصفًا إسرائيل بأنها “تتغذى على الفوضى” وتعمل على زعزعة الاستقرار في سوريا من خلال غاراتها الجوية المتكررة. وأشار إلى أن هذه التحركات تهدف إلى إطالة أمد الصراع في المنطقة، مما يعيق جهود إحلال السلام.

كما دعا أردوغان المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه التدخلات، مؤكدًا أن “العالم أكبر من إسرائيل”، في إشارة إلى ضرورة التصدي لما وصفه بـ”الصمت المخزي” حيال الانتهاكات الإسرائيلية.

لماذا تثير تصرفات إسرائيل الجدل؟

تُعد الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة الوجود العسكري الإيراني ونقل الأسلحة إلى جماعات مثل حزب الله. ومع ذلك، تسببت هذه العمليات في خسائر بشرية ومادية، مما أثار إدانات من عدة دول، بما في ذلك تركيا وروسيا.

انتهاك السيادة: تُعتبر الغارات خرقًا للسيادة السورية، مما يُعقّد الوضع السياسي الهش في البلاد. زيادة التوترات: تُسهم العمليات في تأجيج الصراعات الإقليمية، خاصة بين إسرائيل ودول تدعم سوريا مثل إيران. تأثير إنساني: تُسبب الغارات خسائر في الأرواح والبنية التحتية، مما يفاقم معاناة المدنيين.

موقف تركيا: حماية استقرار سوريا

أكد أردوغان التزام تركيا بدعم وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مشددًا على أن بلاده لن تسمح بجرّ سوريا إلى دوامة صراع جديدة. وأشار إلى أن تركيا تراقب التحركات الإسرائيلية عن كثب، خاصة بعد عقد اجتماع فني مع إسرائيل في أذربيجان لمناقشة تفادي التصادم العسكري في سوريا.

وفقًا لتقرير نشرته وكالة الأناضول التركية في 2 مايو 2025، تسعى تركيا إلى لعب دور وساطة لتخفيف التوترات في المنطقة، مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية. (وكالة الأناضول)

تاريخ من التوتر: “أسطول الحرية” والنفوذ التركي

لم تقتصر انتقادات أردوغان على الوضع الحالي، بل استحضر هجوم إسرائيل على سفينة “أسطول الحرية” عام 2010، واصفًا إياه بـ”عملية قرصنة”. وأشار إلى أن إسرائيل تشعر بالقلق من تزايد النفوذ التركي في المنطقة، سواء عبر الدعم الإنساني أو الدور السياسي.

هذا التصعيد اللفظي يعكس عمق الخلافات بين أنقرة وتل أبيب، خاصة في ظل التنافس على النفوذ الإقليمي.

ما الذي يمكن توقعه؟

مع استمرار الغارات الإسرائيلية، يُتوقع أن تزداد حدة التوترات في سوريا، مما قد يؤدي إلى:

تصعيد دبلوماسي: قد تدفع تصريحات أردوغان دولًا أخرى لتبني مواقف أكثر صرامة ضد إسرائيل. تعقيد المشهد السوري: التدخلات الخارجية قد تعرقل جهود إعادة الإعمار وتفاقم الأزمة الإنسانية. مبادرات تركية: قد تعزز تركيا دورها كوسيط إقليمي لتخفيف التوترات.

خاتمة: ضرورة الحلول الدبلوماسية

تُبرز تصريحات أردوغان الحاجة الملحة إلى حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد في سوريا. يبقى استقرار المنطقة مرهونًا بتعاون الدول الفاعلة لاحترام السيادة السورية ودعم جهود السلام. لمتابعة آخر التطورات، يمكن الاطلاع على تقارير وكالة الأناضول أو مصادر دولية موثوقة.