تواجه محافظتا جرش وعجلون تحديات متزايدة في ضمان جودة وسلامة مصادر المياه، خاصة مع التغيرات المناخية وقلة الأمطار. أطلقت الجهات الرسمية خطة طوارئ شاملة لمراقبة الينابيع والصهاريج، بهدف حماية صحة المواطنين وتجنب مخاطر التلوث. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الخطة وأهميتها للمجتمع المحلي.

لماذا تحتاج جرش وعجلون إلى خطة طوارئ للمياه؟

تشهد المنطقة انخفاضًا في كميات الأمطار، مما يؤثر على الينابيع ويزيد الاعتماد على الآبار الخاصة. في عام 2021، سجلت جرش حالات تسمم بسبب تلوث مصادر مياه في قرية جبا، مما دفع السلطات لتشديد الرقابة. تهدف الخطة إلى منع تكرار مثل هذه الحوادث وضمان توفير مياه آمنة للشرب.

مكونات خطة الطوارئ

تتضمن الخطة عدة إجراءات استباقية لضمان سلامة المياه، تمت مناقشتها في اجتماعات رسمية بقيادة الأمين العام لوزارة الصحة، رائد الشبول. إليك أبرز الخطوات:

رقابة صهاريج المياه: الصهاريج الخضراء هي الوحيدة المصرح بها لبيع مياه الشرب، بينما تُستخدم الصهاريج الزرقاء لأغراض زراعية فقط. فحص الينابيع والآبار: تكثيف أخذ عينات مخبرية من الينابيع الخاصة للتأكد من خلوها من البكتيريا والملوثات. جولات رقابية مستمرة: تنفيذ زيارات ميدانية على مدار الساعة لمراقبة مصادر المياه والمزروعات على ضفاف سيل الزرقاء. حملات توعية: بث رسائل توعوية عبر وسائل الإعلام لتثقيف المواطنين حول التحقق من مصدر المياه قبل الشراء.

دور الوزارات والبلديات

تتعاون عدة جهات في تنفيذ الخطة، بما في ذلك وزارة الصحة، وزارة المياه، والبلديات المحلية. على سبيل المثال، تقوم وزارة المياه بتأمين إمدادات إضافية من محافظات أخرى لتغطية النقص في المناطق المتضررة. كما تعمل وزارة الزراعة على توعية المزارعين بضرورة استخدام مياه نظيفة للري، خاصة في موسم الصيف.

إحصائيات وأمثلة واقعية

وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الصحة الأردنية عام 2022، أظهرت فحوصات مياه في جرش أن معظم الينابيع الرسمية آمنة، لكن الآبار الخاصة تشكل خطرًا إذا لم تُراقب. في إحدى الحالات، أغلقت السلطات ثلاثة مصادر مياه ملوثة في قرية جبا بعد رصد إصابات ببكتيريا الشيغيلا. هذه الأمثلة تؤكد أهمية الخطة في حماية السكان.

نصائح للمواطنين لضمان سلامة المياه

يمكن للأفراد المساهمة في الحفاظ على سلامة المياه باتباع الإرشادات التالية:

شراء المياه من صهاريج خضراء مرخصة فقط. التحقق من مصدر المياه عند الشراء من الآبار الخاصة. ترشيد استهلاك المياه لتخفيف الضغط على المصادر المحلية. الإبلاغ عن أي مصادر مياه مشبوهة للجهات الرسمية عبر الخط الساخن لوزارة المياه.

تحديات وتوصيات

على الرغم من فعالية الخطة، تواجه المنطقة تحديات مثل نقص الكوادر الرقابية والتغيرات المناخية. يُوصى بزيادة الاستثمار في تقنيات مراقبة المياه، مثل أجهزة الفحص المحمولة، وتوسيع برامج التدريب للعاملين في القطاع. كما يُنصح بإشراك المجتمع المحلي في عمليات الرقابة من خلال حملات تطوعية.