أزمة الوقود في صنعاء باتت حديث الساعة، حيث تواجه العاصمة اليمنية ضغوطًا غير مسبوقة عقب خروج موانئ الحديدة عن الخدمة نتيجة غارات جوية مكثفة، مما تسبب في شح كبير بالمشتقات النفطية وزيادة معاناة السكان، ويتسابق المواطنون للحصول على البنزين والديزل، وسط مشاهد من الازدحام والتوتر التي سيطرت على محطات الوقود، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في الطلب على الغاز المنزلي المستعمل في الطهي.

أسباب أزمة الوقود في صنعاء

تفجرت الأزمة الحالية إثر استهداف موانئ الحديدة، التي تعد الشريان الرئيسي لإمدادات الوقود إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وتشير تقارير محلية إلى أن الغارات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية والإسرائيلية ساهمت في تعطيل العمليات في هذه الموانئ، مما أدى إلى توقف شحنات الوقود الحيوية، وقد زادت حدة الأزمة مع توتر الوضع الأمني والمخاوف من هجمات مستقبلية، على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي هدد بضربات واسعة ضد الجماعة الحوثية.

جهود الحوثيين في تنظيم أزمة الوقود

منذ بدء الأزمة، تسعى جماعة الحوثي إلى إدارة الوضع الصعب من خلال محاولة تنظيم حركة المرور أمام المحطات، حيث انتشرت قوات تابعة للجماعة لتنظيم طوابير السيارات وضبط عملية التزود بالوقود، ومع تزايد شكاوى المواطنين من الأسعار المرتفعة وندرة الوقود، نفى المتحدث الرسمي باسم شركة النفط اليمنية، عصام المتوكل، وجود أزمة في المشتقات النفطية، مدّعيًا أن الحديث عن أزمة هو “مجرد شائعات” تهدف إلى زعزعة الأمن وإثارة الذعر بين السكان، ونفى أي تأثير فعلي على الوضع التمويني.

تداعيات أزمة الوقود على السكان

أزمة الوقود الحالية تركت آثارًا كبيرة على الحياة اليومية للسكان في صنعاء، حيث أدى انقطاع المشتقات النفطية إلى ارتفاع أسعار النقل والخدمات الأساسية، مما فاقم المعاناة الاقتصادية التي يعاني منها اليمنيون أساسًا جراء الحرب المستمرة، كما أن موجة التزاحم أمام المحطات تعكس المخاوف المتزايدة من تفاقم الأزمة، وسط تأكيدات من السكان المحليين بأن مؤشرات السوق لا تشير إلى أي حل قريب للأزمة، وهو ما يدق ناقوس الخطر بشأن احتمالية استمرار هذه الأزمة لفترة أطول.

تزايد التوتر الأمني والسياسي بفعل التهديدات بضربات جديدة قد يسهم في تعقيد الوضع بشكل أكبر، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المؤثرة لوقف التصعيد وضمان تدفق الوقود بشكل طبيعي للسكان، فاستقرار الأوضاع يعتمد بشكل رئيسي على توفير الاحتياجات الأساسية وتخفيف الضغط على المواطنين.