في مشهد يعكس التقدير المتبادل بين الماضي والحاضر، استقبلت محافظة الفيوم المصرية الخميس الملك أحمد فؤاد الثاني، ملك مصر السابق ونجل الملك فاروق، في زيارة رسمية ذات طابع خاص. جاءت هذه الزيارة بناءً على طلبه الشخصي، ليطّلع بنفسه على ما تزخر به الفيوم من ثراء سياحي وتراثي يعكس عراقة مصر وتنوعها الطبيعي والثقافي.

وقد نظّمت المحافظة المصرية برنامجًا مميزًا يعكس ترحابها الكبير بالضيف، ويؤكد حرصها على إبراز كنوزها أمام الشخصيات التاريخية والوطنية البارزة. واستهل الملك أحمد فؤاد الثاني جولته بتفقد الجناح الملكي الخاص بوالده، الملك فاروق، داخل فندق هلنان أوبرج الفيوم، وهو أحد المعالم التي لا تزال تحتفظ ببريق الحقبة الملكية، وموقعًا يحمل رمزية خاصة في ذاكرة العائلة المالكة.

كما شملت الجولة زيارة شلالات وادي الريان، التي تمثل واحدة من أجمل الظواهر الطبيعية في مصر، حيث المياه المتدفقة وسط التكوينات الجيولوجية النادرة، مما أضفى على الزيارة لمسة من سحر الطبيعة الخلابة. ولم تغب الحرف اليدوية عن الرحلة، إذ اختتم الملك زيارته بقرية تونس، حيث تجول في مدرسة الخزف والفخار، والتقى بالحرفيين الذين حافظوا على هذا التراث الأصيل، مما يعكس تلاقي الماضي بالحاضر من خلال الفن والحرفة.

وقد قال الملك أحمد فؤاد الثاني خلال زيارته إلى مصر "أردت أن أزور الفيوم بنفسي لما سمعته عن سحر طبيعتها وتاريخها العريق، حيث قد سعدت كثيرًا بما رأيته من حفاوة الاستقبال وروعة الأماكن التي تعكس أصالة مصر وتراثها".

وتأتي هذه الزيارة لتسلط الضوء مجددًا على محافظة الفيوم كوجهة سياحية متكاملة، تحتضن الطبيعة والفن والتاريخ، وتؤكد أن مصر، بتاريخها ورموزها، لا تزال وجهة تلهم الزائرين وتستحق الاكتشاف من جديد.