في تصريحات حصرية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية العالمية، أكد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والنائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي (فيفا)، معارضته القاطعة لأي محاولات لتغيير نظام بطولة كأس العالم المقررة في السعودية عام 2034، خاصة فيما يتعلق بزيادة عدد المنتخبات المشاركة.

موقف حازم ضد التغييرات العشوائية

جاءت تصريحات الشيخ سلمان ردا على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن إمكانية زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2034 من 48 إلى عدد أكبر، حيث أبدى موقفاً حازماً من أي تغييرات في نظام البطولة بعد اعتمادها رسمياً.

“عندما تُعتمد بطولة من خلال جمعية عمومية، بعدما تقدمت لها دولة أو مجموعة دول، وتمت الموافقة على هذا النظام، فعلينا الالتزام” الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة

وأضاف رئيس الاتحاد الآسيوي: “إذا تركنا المجال للتغيير بناءً على رغبة اتحاد وطني في المشاركة، فما الذي سيحدث؟ ستُلعب مباريات مونديال 2030 في 6 دول، وتتفاجأ بأن هناك طلبا لإقامتها في دول أخرى أيضا، وتغيير نظام البطولة!”.

توقيت التغييرات يجب أن يكون مدروساً

أوضح الشيخ سلمان أن أي نقاش حول تغيير نظام البطولة يجب أن يتم في توقيت مناسب وبطريقة منظمة، مشيراً إلى أن “من الممكن التفكير في تغيير نظام البطولة بعد 2034، لأن الأمر محسوم الآن بالنسبة للعدد والمكان”. وشدد على أن “لن يتم هذا الأمر الآن، وشخصياً سأعارضه بكل صراحة”، مؤكداً أهمية الحفاظ على الاستقرار وعدم التغيير العشوائي في أنظمة البطولات الكبرى بعد اعتمادها رسمياً.

خلفية القرار وخريطة طريق مونديال 2034

يأتي هذا الجدل في أعقاب الإعلان عن استضافة السعودية لنسخة 2034 من بطولة كأس العالم، والتي ستشهد مشاركة 48 منتخباً لأول مرة في تاريخ البطولة، بعد أن كانت المشاركة تقتصر على 32 فريقاً في النسخ السابقة. وكانت FIFA قد أعلنت سابقاً عن خطة التوسع في عدد المنتخبات المشاركة بدءاً من نسخة 2026 التي ستستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، حيث سيرتفع العدد من 32 إلى 48 فريقاً، مع الحفاظ على نفس النظام في نسخة 2030 التي ستقام في 6 دول عبر 3 قارات.

ردود أفعال واسعة في الأوساط الرياضية

أثارت تصريحات الشيخ سلمان ردود أفعال متباينة في الأوساط الرياضية الدولية، حيث أيده الكثيرون في ضرورة الحفاظ على استقرار أنظمة البطولات الكبرى، بينما رأى آخرون أن كرة القدم في حاجة مستمرة للتطوير والتحديث. من جانبه، أكد خبير الأنظمة الرياضية الدولي، ماركوس فيبر، أن “موقف الشيخ سلمان يعكس رؤية استراتيجية للحفاظ على مصداقية المنظومة الرياضية، حيث أن التغييرات المتكررة في أنظمة البطولات الكبرى قد تؤثر على جودتها وتنظيمها”.

مستقبل كأس العالم والتحديات القادمة

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه بطولة كأس العالم تحولات كبيرة في هيكلها ونظامها، حيث ستشهد نسخة 2030 مشاركة قياسية من حيث عدد الدول المستضيفة، تليها نسخة 2034 التي ستكون الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط بعد قطر 2022. ويبقى السؤال الأكبر: كيف ستوازن FIFA بين ضرورات التطوير والتحديث من جهة، والحفاظ على استقرار وموثوقية البطولة الأهم في عالم كرة القدم من جهة أخرى؟ الإجابة قد تتضح أكثر مع اقتراب موعد هذه البطولات التاريخية.