العريش تُعيد إحياء عرائش الأجداد من جريد النخيل لاستقبال المصطافين.. صور
مشاهد لا تخلو من الدهشة والجمال، تمزج الماضي بالحاضر في تناغم فريد على شاطئ العريش، حيث تتعانق الرمال البيضاء مع أمواج البحر الأبيض المتوسط هى جذوع النخيل القديمة وقد أعيد إحياؤها بشكل غير متوقع، وتحولت إلى عرائش تحاكي الذاكرة، وتؤرخ للمكان بطريقة بصرية لا تُنسى.
فهنا، على امتداد الساحل بمحافظة شمال سيناء، لا تُترك مخلفات النخيل للاندثار، بل تجد حياة جديدة بين يدي مقدمي الخدمات على الشاطئ، حيث يقومون بإعادة تدوير الجذوع والجريد المتهالك ليصنعوا منها مظلات دائرية تتراوح أقطارها ما بين مترين وأربعة أمتار، تنتصب فوق الرمال، وتتزين بإضاءات خافتة وخيوط تنسدل برقة لتخلق مشهدًا شاعريًا يأسر زوّار الشاطئ.
كل مظلة تتحول إلى ما يشبه "بيتًا مفتوحًا" على البحر، يفترش أسفلها بساط عربي تقليدي، أو تُرتب فيها كراسٍ بسيطة، ليجد الزائر نفسه في جلسة تفيض بالسكينة، مستمتعًا بهدوء البحر ونسيمه، بينما تتراقص أشعة الشمس فوق المياه. إنها لحظات من البساطة المدهشة، تولد من مواد خام سقطت من النخيل، لكنها تنهض من جديد لتصنع تجربة بصرية وروحية فريدة.
ويحكي أهالي العريش أن اسم مدينتهم يعود أصلًا إلى تلك "العرائش"، وهي بيوت بدائية صنعها الأجداد من جريد النخل المنتشر بكثافة على طول الساحل، وقد كانت مأواهم الأول، ومركز حياتهم. واليوم، ورغم تطور الأبنية وتغير الحياة، تعود تلك العرائش لكن في شكل رمزي جميل، لتكون مأوى مؤقتًا من الشمس، ومكانًا للجلوس والتأمل والاسترخاء.
ولأن الشاطئ لا يكتفي بالجميل بل يذهب إلى الأجمل، فإن المنافسة بين مقدمي الخدمات في تصميم تلك العرائش بلغت ذروتها. كل موسم صيفي، تظهر أشكال جديدة، وتفاصيل مبتكرة، حيث يحرص أصحابها على إضفاء لمسات جمالية متجددة، من ألوان الإضاءة إلى الزخارف وحتى ترتيب الجلسات، مما يجعل كل عريشة تختلف عن الأخرى، وكأنها توقيع بصري خاص.
ولعل ما يميز هذه المبادرة الشعبية البسيطة أنها تجمع بين الإبداع، والاستدامة، والهوية المحلية. فإعادة استخدام مخلفات النخيل لا يقتصر على الجانب البيئي فحسب، بل يعزز أيضًا من الطابع التراثي للمدينة، ويمنح الشاطئ سمة لا تتكرر في أماكن أخرى.

اماكن تبحث الباحثين عن الهدوء

جمال البحر من تحت العريشه

عريشة وهدوء على البحر

هنا شاطئ العريش
0 تعليق