حصد مسلسل "ولاد الشمس" إشادة واسعة من لجنة التحكيم بعد عرضه، حيث اعتبرته اللجنة عملًا دراميًا ناضجًا وجريئًا، يعالج قضية حقيقية تمس فئات مهمشة تعرضت لانتهاكات جسيمة، ويتبنى بوضوح موقفًا منحازًا للدفاع عن الضحايا.

وفي حيثيات الاختيار، وصفت اللجنة المسلسل بأنه تجربة إنسانية مؤثرة، تمزج بين الحكاية الدرامية والرؤية التوثيقية، من خلال تقديم شهادات واقعية مباشرة من شخصيات عاشت معاناة مشابهة، مما ضاعف من قوة تأثير العمل على المستوى الإنساني.

وشهد المسلسل تألقًا لافتًا لمجموعة من المواهب الشابة، في أدوار وُصفت بأنها لا تُنسى، إلى جانب الأداء الراسخ لنجم كبير منح العمل توازنًا وتكاملًا دراميًا. وقد تميز المسلسل بكتابة دقيقة، تتقن رسم الشخصيات وبناء الصراع الدرامي منذ الحلقة الأولى وحتى النهاية، مع ضبط إيقاع الأحداث وتوازنها بين الشخصيات، خاصة العلاقة المعقدة بين "الأولاد" و"بابا ماجد".

وتمكنت المعالجة الدرامية من تحويل المادة إلى تراجيديا إنسانية عميقة، بعيدًا عن المبالغة والصراخ الميلودرامي، عبر التركيز على البعد النفسي والداخلي للشخصيات، مدعومة بصراع خارجي يعكس واقعًا مؤلمًا.

على الجانب الفني، أُشيد بفهم العمل العميق لطبيعة الصورة البصرية، خاصة في تصميم الأماكن، أبرزها دار الأيتام التي تحولت من مجرد مكان إلى رمز مأساوي مغلق، أقرب إلى سجن، مع تصوير بصري اعتمد الظلال والإضاءة الخافتة، ما أضفى طابعًا سوداويًا يعكس الحالة النفسية للشخصيات.

وتناول المسلسل أيضًا موضوع إساءة استخدام السلطة الأبوية، مقدمًا رمزية ثرية تحمل أبعادًا اجتماعية ونفسية، وتنتهي بتأكيد على قدرة الجيل الجديد على تصحيح المسار وكسر الحلقة.

وقد توج العمل في حلقته الأخيرة بفيلم تسجيلي مميز، عُرض بعد الحلقة النهائية، كشف بشجاعة عن شهادات حقيقية من واقع الحياة، دون تزييف أو تجميل، مما عزز من تأثير الدراما وأضاف لها مصداقية وقوة أكبر.

واختُتم التقييم بالتأكيد على أن "ولاد الشمس" ليس مجرد عمل درامي، بل صرخة إنسانية تنحاز للضحايا، تدين الجلادين، وتمنح الأمل بإمكانية ولادة جديدة من قلب العتمة.