نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ربيع مظلوم... رحلة نجاح لبنانية في ملاعب السويد - تكنو بلس, اليوم الجمعة 4 أبريل 2025 07:50 صباحاً
أن تكون مدرباً لفريق، أمر عادي، لكن أن تتولى مهمة قيادة أحد الأندية المعروفة على الساحة الأوروبية والبارزة في السويد وتحقق إنجازات معها، فهذا هو "الحلم".
ربيع مظلوم، أحد الأسماء التي قدّمت الكثير في ملاعب كرة اليد اللبنانية، قرّر مغادرة بلاده وخوض تجربة "معيشية – رياضية" جديدة، فحط رحاله في السويد، وكان هدفه واضحاً: التعلّم والتعليم.
قبل 12 عاماً، غادر ربيع الأراضي اللبناني، وفي حقيبته سلاح خبرة كرة اليد، فخاض موسمين كلاعب، قبل أن يتعرض لإصابة أجبرته على إجراء عمليتين جراحيتين، كانت أحد الأسباب التي دفعته إلى دخوله عالم التدريب، وأصبح اليوم مدرباً محترفاً لنادٍ ينافس في أعلى درجات الاحتراف في الدوري السويدي، ليجد نفسه أمام مسؤولية كبيرة.
من مزحة إلى احتراف
ويقول ربيع، الذي عاد إلى لبنان لأول مرة منذ 6 سنوات في زيارة عائلية: "بعد تعرضي للإصابة، عرض عليّ الفريق الذي كنت ألعب معه في ذلك الوقت مهمة التدريب، فوافقت على العرض. في البداية، يمكن اعتبار الخطوة كمزحة، لكنها الآن وبعد تسع سنوات تحوّلت إلى الاحتراف".
يضيف لـ"النهار": "لم أقف عند هذا الحد، بل واصلت التعلّم وحصدت كل الشهادات الاتحادية السويدية التي تخوّلني اليوم تدريب أي فريق محترف في السويد وأوروبا، أو منتخبات الناشئين والشباب والمنتخبات الأولمبية في القارة العجوز. وقريباً سأتخصص كماستر كوتش بهدف أن أصبح مدرباً مرخصاً ومحترفاً للمنتخبات في أوروبا، وأيضاً محاضراً في أحد اختصاصات كرة اليد في أوروبا وآسيا. وما يساعدني هو أنني أتحدث اللغتين العربية والإنكليزية، وبالتالي يمكنني نقل الأفكار الأوروبية المتطورة في اللعبة إلى القارة الآسيوية أو أي مكان في العالم".
"التدريب في الخليج تجربة رائعة"
وبالنسبة إلى مظلوم "لا يوجد سقف للطموح، لأنني دائماً أريد المزيد من التعلم والنجاح ونقل الخبرة إلى الآخرين ومساعدتهم في تطوير مهاراتهم، ولذلك أستمر في الدراسة ونيل الشهادات واكتساب الخبرة الميدانية، لأنني قريباً سأكمل عامي العاشر من دون انقطاع كمدرب كرة يد في السويد. وخلال هذه السنوات درّبت كل الفئات العمرية عند الذكور والإناث".
وعند سؤاله عمّا إذا كان مستعداً لخوض تجربة جديدة خارج السويد، أجاب: "لمَ لا؟ أنا مدرب محترف، وعملي لا يجب أن يظل محصوراً في بلد واحد. طبعاً منفتح على خوض تجربة جديدة في دول أخرى، لا سيما الخليجية، التي تُعتبر بارزة في رياضة كرة اليد".
يضيف: "أنا منفتح دائماً على أي عرض احترافي، خصوصاً في دول تملك رؤية واضحة الأفق للأندية أو المنتخبات. التدريب في الخليج سيكون تجربة رائعة، بشرط وجود رؤية واضحة وطويلة الأمد للعمل بها".
ربيع مظلوم... مدرب لبناني ناجح في أوروبا
"أتفهّم ما يحصل في لبنان، ولكن"
ورغم سعادته بما وصل إليه، إلا أن مظلوم يشعر بالحزن تجاه واقع كرة اليد في لبنان وبعض الدول العربية، مؤكداً أن الفوارق كبيرة جداً بينها وبين أوروبا: "أتفهم أن في لبنان هناك حروباً وأزمات اقتصادية واجتماعية، لكن لم يكن الوضع كذلك دائماً، فقد مرت على كرة اليد اللبنانية سنوات ذهبية وليست ببعيدة".
وتمنى ربيع من المعنيين باللعبة العمل الجدي من أجل رفع مستواها، والاهتمام الجدي بالفئات العمرية، لأنها خزّان الفرق والمنتخبات الوطنية، مشدداً على "ضرورة إعادة المشاركات الخارجية وتشكيل المنتخبات، وهنا أطالب كل لاعب أن يقاتل ويطوّره نفسه ويتدرب جدياً، لأن الفرصة قد تأتي في أي لحظة".
بدا اللاعب السابق حزيناً لواقع كرة اليد اللبنانية اليوم، وتمنى على الاتحاد اعتماد سياسة جديدة في التفكير واتخاذ القرارات، وأن يكون شجاعاً في استبعاد جميع الأشخاص الذين يعملون ضد تطور اللعبة، سواء عن قصد أو غير قصد. كما دعا إلى مدّ اليد والبحث عن أشخاص جدد ومموّلين طموحين للاستثمار في اللعبة وتطويرها نحو الأفضل.
ويتابع: "في الدول الخليجية هناك اهتمام كبير بكرة اليد، وتفكير دائم في تطويرها والمنافسة في الاستحقاقات القارية والدولية، حتى أن نجومها يلعبون في أندية كبيرة. حتى في دول شمال أفريقيا، تبدو الأمور جيدة، وهو ما تؤكده نتائج الفرق والمنتخبات، خصوصاً مصر".
عقد تاريخي
قبل نحو عام، جدّد نادي "إتش أف كارلسكرونا" السويدي عقد المدرب اللبناني، لكن المهمة أصبحت أكبر من خلال تولّي "روي" مسؤولية مشتركة بين فرق الرجال والسيدات والفئات العمرية، بهدف تطوير مستوى النادي على الصعيدين الجماعي والفردي، في خطوة تاريخية.
وأكد مظلوم أن النادي السويدي "يتطلع دائماً إلى بناء فريقه الأول من فئاته العمرية"، ويرى في ربيع الشخص المناسب لوضع هذه الرؤية على الطريق الصحيح، ضمن مسار طويل الأمد يتطلب جهود الجميع.
0 تعليق