نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرب بعيون إسرائيلية: نتنياهو يقود التصعيد بلا خطة خروج - تكنو بلس, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 10:13 مساءً
في ظل التكتم الشديد الذي تفرضه الرقابة العسكرية الإسرائيلية، ومنع نشر معلومات عن استهداف المواقع ومحطات تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود من قبل الصواريخ الإيرانية خلال الأيام الماضية، تنشغل القنوات الإخبارية الإسرائيلية بالتعبئة العامة وصياغة الرأي العام، عبر تسليط الضوء على "بطولات" الجيش وقدراته الفائقة.
ويُعزز الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رواية أن إسرائيل استعادت زمام المبادرة وتتحكم بالإقليم، متجاهلاً في الوقت ذاته قدرة الصواريخ الإيرانية على تدمير مربعات كاملة في بات يام، ورحوفوت، وتل أبيب، بالإضافة إلى الخسائر التي لحقت بميناء حيفا، وحقل غاز كاريش، ومعهد وايزمان للأبحاث.
الهجوم... قرار نتنياهو
يرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، أن قرار الحرب جاء من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه، الذي طالما تجنّب اتخاذ قرارات عسكرية قد تُفضي إلى خسائر بشرية. ومع ذلك، تباهى خلال اليومين الماضيين بـ"إنجازات" الضربات الإسرائيلية.
وحذر هارئيل من أن غياب خطة خروج واضحة من الحرب يمثّل ثغرة استراتيجية، مشيراً إلى أن استهداف البرنامج النووي الإيراني، الذي كان الهدف الأول المعلن للحملة، لم يتحقق حتى الآن. كما لا توجد إجابات واضحة بشأن قدرة إسرائيل على تدمير المركّبات الأكثر أهمية في البرنامج، والتي تقع في أعماق الأرض.
ورجّح هارئيل استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية، مشيراً إلى امتلاك طهران "ترسانة كبيرة". ودعا إلى تقبّل واقع الخسائر المتوقعة، سواء في الجبهة الداخلية أو عبر استهداف محتمل للطائرات الإسرائيلية.
وفي ما يخص "حزب الله"، رأى أنه إن لم يتلقَّ الحزب أمراً مباشراً من إيران بالتدخل، فمن المرجّح أن يفضّل مراقبة المشهد عن بُعد.
كذلك، أكد أن التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة "كان وثيقاً" قبيل الهجوم، مضيفاً أن رئيس الأركان إيال زامير اشترط الحصول على دعم أميركي للموافقة على الحملة، وهو ما تحقق من خلال دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سارع إلى تبنّي الهجوم واصفاً إيّاه بـ"الضربة الممتازة".
وأبرز هارئيل أن الحملة الإعلامية الإسرائيلية تهدف إلى بثّ شعور بالانتصار بين الجمهور المحلي، في مقابل محاولة التأثير على الرأي العام الإيراني.
ونبّه أيضاً إلى أن ضعف موقف قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مقابل نتنياهو أسهم في تمرير قرار شنّ الهجوم، رغم وجود أصوات معارضة داخل المؤسسة العسكرية لم يُتح لها التعبير عن رأيها بحرّية.
رجال إنقاذ إسرائيليون يبحثون بين أنقاض مبنى متضرر بشدة إثر هجوم صاروخي إيراني في بات يام. (ا ف ب)
لا استراتيجية خروج
أمّا المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت" ناحوم بارنيع، فشدد على أن نتنياهو "لا يملك استراتيجية خروج، لا في غزة ولا في إيران". وعلّق ساخراً على تصريح نتنياهو الذي قال فيه: "أزلنا التهديد النووي الإيراني"، مؤكداً أنه لا يوجد دليل واقعي على ذلك، بل إن طهران قد تستغل الهجوم للإعلان رسمياً عن إنتاجها القنبلة النووية، وهو ما قد يُحرج ترامب ويمنعه من الزجّ بالقوات الأميركية في الحرب.
وأضاف بارنيع أن "إيران ليست حزب الله ولا حماس"، وهي قادرة على تعويض الخسائر، سواء في القيادات أو البنية التحتية. وأكد أن الحروب التي تبدأ بالنشوة قد تطول، وتتحوّل إلى كوابيس.
بدوره، قال الخبير الأمني يوسي ميلمان: "لم تدم النشوة طويلاً، فصباح الجمعة سألت نفسي: هل كان من الضروري شنّ حرب ضدّ الإيرانيين؟". وأضاف: "الشيعة مستعدّون تاريخياً للمعاناة، كما أظهرت حربهم الطويلة مع العراق. لهذا السبب، أنصح بتقليص الخسائر، والتوجّه إلى ترامب لوقف هذا الجنون من خلال اتفاق معقول. وإلا، فسندخل في مفاوضات لوقف إطلاق النار قد ترفضها إيران".
دعوات للتصعيد... والمصالحة
البروفيسور عوزي رابي، خبير الشأن الإيراني في مركز موشيه دايان، دعا إلى تسريع العمليات العسكرية الإسرائيلية بهدف دفع الولايات المتحدة إلى التورّط في الحرب، ولو من دون رغبتها، مؤكداً ضرورة استهداف البنية التحتية الوطنية الإيرانية.
وعرض الصحافي المعارض لنتنياهو، بن كاسبيت، مبادرة لتجميد الأزمة السياسية الداخلية بعد الهجوم، واقترح إعلان مصالحة وطنية تتضمّن وقف الهجوم على "الدولة العميقة" والمؤسسات القضائية، وتحديد موعد للانتخابات بالتوافق مع المعارضة (مثلاً في آذار/مارس 2026)، والموافقة على تشكيل لجنة تحقيق حكومية.
وأشار إلى أن هذه المصالحة قد تُنهي الاحتجاجات وتوقف المقاطعة السياسية، وربما تضمن دعماً من المتديّنين المتشدّدين (الحريديم)، مؤكداً أن ذلك أصبح "ضرورة وجودية".
0 تعليق