نصار عبد الله يفضح جيش الدفاع - تكنو بلس

صوت الامة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نصار عبد الله يفضح جيش الدفاع - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 05:05 مساءً

عرفت لأول مرة اسم الشاعر والناقد والمترجم الدكتور نصار عبد الله، عندما نشرت له مجلة الدوحة قبل أربعين سنة من عامنا هذا قصيدة تحت عنوان "عن اغتيال الفارس"، منذ قرأت القصيدة ومطلعها مستقر في ذاكرتي: 

"السكوت على الظلم ظلم أشد

لك يكن لي يد في اغتيال حبيبي

لم يكن ليَ يد

واقفًا كنت.. كان الجنود يجرّونه

ثم يلقون به لظلام الأبد

وأنا واقف أرتعد".

 

ثم تعرفت على شخصه الكريم وربطت بيننا علاقة طيبة، وأزعم أنني قد قرأت معظم ما كتبه الدكتور نصار وتفاعلت مع كتاباته المتنوعة فلم تمر مرورًا عابرًا، بل بقيت واستقرت في نقطة عميقة من نقاط ذاكرتي التي ما تزال مضيئة ولم تفسدها عتمة الأيام والحوادث، ومن ناحيته كان الرجل أستاذًا مُعلمًا سخي القلب طيب الروح، فكثيرًا ما أرشدني إلى كتابات نادرة، ولولاه ما كنت سمعت بها، ويوم تجرأت على الكتابة فنشرت كتابي "فيصل تحرير.. أيام الديسك والميكروباص" قدم له واحدة من القراءات التي تعلمت منها كيف تكون قراءة الكتب، وكيف يكون نقدها.

 

قبل أيام واصل سخاءه وهاتفني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقادنا الكلام حتى رسا على شاطئ أحدث إنتاجه وهو ترجمته لكتاب «جيش ليس ككل الجيوش.. كيف زيف جيش الدفاع الإسرائيلي أمة» للضابط الإسرائيلي السابق «حاييم بريشينيت زابنر»، يعد الكتاب حديثًا فقد صدرت طبعته الأولى في العام 2020 وتولى ترجمته الأستاذان الدكتور نصار عبد الله والدكتور عمرو نصار.

 

عن الكتاب حاور الكاتب الدكتور محمود القيعي، الدكتور نصار عبد الله، ونشرت الأهرام الغراء الحوار قبل أسابيع. سأعتمد في سطوري القادمة على مقتطفات من الحوار تبرز أهمية الكتاب.

 

قال الدكتور نصار عبد الله: "الكتاب ينطبق عليه مقولة «وشهد شاهد من أهلها»، لأن مؤلفه كان ضابطا في جيش الدفاع الإسرائيلي، وشهد على فظائع ارتكبها الجيش الإسرائيلي.

 

يقول زابنر: إن تسمية الجيش الإسرائيلي بجيش الدفاع ينطوي على أكذوبة، لأن إسرائيل لم تخض حربا دفاعية سوى مرة واحدة في 1973، وكل الحروب التي شنتها كانت عدوانية سواء قبل قيام الدولة وبعد قيامها. إسرائيل ليست دولة بل جيش استطاع أن يزيف دولة".

 

الدكتور نصار نفسه كان من مقاتلي جيشنا وقد مكث سنوات على الجبهة من العام 1968 وحتى نصر رمضان الأعظم، وخبرته في قتال جيش الكيان تؤهله للحديث عنه وذلك عن تجربة استغرقت سنوات غالية من شبابه وشباب جيله.

 

بحثتُ عن الكتاب الذي يجب أن يطالعه كل مصري وعربي، فعرفت أنه من منشورات دار "البحر الأحمر"، وهي دار مصرية تعد ناشئة، لم أسأل الدار عن حجم المبيعات، وذلك لأنني علمت أن الكتاب تباع النسخة منه مقابل ستمئة جنيه مصري!

 

هذا الثمن سيعيق انتشار الكتاب الذي يحمل شهادة شاهد من أهلها، شهادة موثقة لا ينكرها إلا الذين جعل الله على قلوبهم غشاوة، لن يغامر بشراء الكتاب سوى جهات مهتمة وباحثون يفرض عليهم علمهم قراءة مثل هذا الكتاب، أما القارئ العام وهو المستهدف الأول، فسيكتفي بالحسرات.

 

ليس من اللائق مخاطبة الدار الناشرة للكتاب لكي تخفض ثمنه، فكل مستلزمات النشر أصابها جنون الغلاء الفاحش، من ورق وأحبار وغير ذلك، وليس من اللائق أيضًا دفن الكتاب في دائرة جد ضيقة، فلماذا لا تتبني جهة مسئولة دعم الكتاب بمبلغ محترم لكي تظهر منه نسخة شعبية يكون سعرها في متناول القراء.

ولماذا لا يقوم واحد أو أكثر من الذين بسط الله لهم المال بدعم الكتاب للغرض ذاته.

 

أما الدكتور نصار، فهو يقدم لنا المثل في مواصلة العطاء فالرجل (مواليد العام 1945) لم يكتف بما قدم من كتب وأبحاث، وحضور في المشهد الثقافي العربي، وحصد لأرفع الجوائز المصرية، فالرجل يواصل الاشتباك مع الشأن العام المهم الذي يجب أن ينشغل به الجميع، نسأل الله لأستاذنا القدير العمر المديد السعيد ونسأله تعالى أن يمن عليه بمواصلة العطاء السخي.

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق