اختتمت الجمعية العامة لمنظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادئ (أوانا) أعمال دورتها ال19 في مدينة سانت بطرسبورغ باعتماد "إعلان سانت بطرسبورغ" الذي يعد وثيقة مرجعية جديدة لترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية الإعلامية وتعزيز المصداقية.

وقالت الجمعية العامة في بيان صحفي إن السعي لإنشاء بيئة إعلامية بات يتطلب استجابة جماعية متماسكة في وجه التحديات العابرة للحدود وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والتضليل المعلوماتي.

وأعلنت عن انتخاب وكالة أنباء (تاس) الروسية بالإجماع رئيسا للمنظمة للسنوات الثلاث المقبلة حتى عام 2028 في خطوة تهدف إلى تشكيل ملامح الإعلام العالمي وتعميق التعاون الإقليمي في عصر التحولات الرقمية.

وقالت (أوانا) إن أعمال دورتها التي عقدت تحت شعار (وكالات الإعلام وتحديات العالم المعاصر) كانت حافلة بالنقاشات الاستراتيجية وهو ما يعكس إدراكا جماعيا لأهمية مواكبة المتغيرات التكنولوجية والارتقاء بمستوى العمل الإعلامي في مواجهة التحديات الكبرى.

من جهتها أكدت وكالة (تاس) في بيان رسمي أن استضافتها لأعمال الجمعية على هامش (منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي) تعكس ما باتت تحظى به موسكو من مكانة متقدمة على خريطة الإعلام العالمي كما تشكل اعترافا دوليا بالدور الروسي في الدفع نحو بيئة إعلامية أكثر توازنا تتسم بالمسؤولية المهنية والتنوع الثقافي.

وأعلن المدير العام للوكالة أندريه كوندراشوف عن مبادرة استراتيجية بالتعاون مع منظمة (أوانا) لإطلاق مرصد رقمي دولي لمكافحة التضليل الإعلامي في خطوة تشكل استجابة عملية للتحديات المشتركة وتؤسس لبنية معلوماتية أكثر مهنية ومصداقية.

وناقشت الجمعية أربعة محاور رئيسية شملت سبل مكافحة الأخبار الكاذبة ووضع أطر تنظيمية لأدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير السياسات التحريرية في أوقات الأزمات وتعزيز التبادل الثقافي والإعلامي بين دول المنطقة بما يسهم في ترسيخ جسور التفاهم وبناء فضاء إعلامي يقوم على القيم المشتركة.

وشهدت الجلسات مشاركة نوعية لرؤساء وكالات أنباء وممثلين عن جهات رسمية وأكاديمية من دول مؤثرة مثل الصين وإيران وروسيا إلى جانب حضور ممثلي وزارة الخارجية الروسية ومجلس الدوما ومعهد موسكو للعلاقات الدولية.

يذكر أن منظمة (أوانا) التي أسست عام 1961 بمبادرة من الأمم المتحدة و(اليونسكو) تضم حاليا 41 وكالة أنباء من 33 دولة تغطي امتدادا جغرافيا واسعا من آسيا والمحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط ورابطة الدول المستقلة وتعد اليوم أكبر تكتل إعلامي إقليمي على مستوى العالم.

وتعقد الجمعية العامة للمنظمة كل ثلاث سنوات بوصفها الهيئة الإدارية العليا لتحديد التوجهات العامة وتنسيق السياسات الإعلامية المشتركة وتعزيز تبادل الخبرات في إطار من الشراكة الاستراتيجية والانفتاح الدولي.

يذكر أن وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تشغل منذ عام 2000 عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة في مؤشر واضح على تزايد الحضور العربي في الفضاء الإعلامي الدولي ودوره الفاعل في صياغة رؤية إعلامية تشاركية تضع في مقدمة أولوياتها نقل الحقيقة وخدمة الإنسان.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك