كتب .. مصطفى محمود

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، أن القوات الأمريكية نفذت هجمات جوية مركزة استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، بينها منشآت "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان"، في تطور غير مسبوق في الصراع المتصاعد بين طهران وتل أبيب، ومع دخول واشنطن على خط المواجهة المباشرة لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الأخيرة.

وقال ترامب، في رسالة نشرها عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال"، إن الطائرات الأمريكية نفذت "هجوماً ناجحاً للغاية" ضد المواقع الإيرانية، مضيفاً: "تم إسقاط كامل حمولة القنابل على منشأة فوردو الرئيسية، وجميع الطائرات غادرت المجال الجوي الإيراني وعادت إلى قواعدها بسلام. تهانينا لقواتنا المسلحة الرائعة. لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه تنفيذ عملية بهذا المستوى. الآن هو وقت السلام".

وفي تفاصيل العملية، كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن الجيش الأمريكي استخدم مزيجاً من القنابل الخارقة للتحصينات التي ألقتها قاذفات "بي-2" الشبحية، إضافة إلى نحو 30 صاروخ كروز من طراز "توماهوك" أُطلقت من غواصات متمركزة في البحر على بعد حوالي 400 ميل من السواحل الإيرانية.

ووفقاً للتقديرات الأولية التي نقلتها القناة عن مصادر عسكرية واستخباراتية، فإن مجمع "فوردو" السري تحت الأرض تلقى خمس إلى ست قنابل خارقة، وهو عدد يفوق التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى أن قنبلتين فقط تكفيان لتعطيل قدرات المنشأة. واعتبرت القناة أن "طموحات إيران النووية قد تعرضت لضربة قاضية".

كما أوضحت مصادر في مجال الأمان النووي أن الهجوم الأمريكي، رغم استهدافه منشأة تخصيب اليورانيوم المحصنة في "فوردو"، لن يتسبب في تسرب إشعاعي أو انفجار نووي، لغياب المفاعلات والرؤوس الحربية النووية داخل المنشأة وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء غربيين.

وتوقعت المصادر إصابة العاملين داخل المجمع نتيجة قوة الانفجارات، إلا أن خطر الكوارث النووية أو التلوث الكيميائي الكبير تم استبعاده بشكل قاطع.

وفي المقابل، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الضربة الأمريكية جاءت عقب فشل الاتصالات غير المباشرة مع طهران بشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن قدمت مقترحات عدة لوقف التصعيد، إلا أن رد إيران عليها اعتُبر "غير مقبول" و"غير بناء"، ما دفع الإدارة الأمريكية للمضي في الخيار العسكري.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد صرح في وقت سابق باستعداد بلاده لاستئناف المفاوضات، لكنه شدد على ضرورة وقف إسرائيل لعملياتها العسكرية كشرط مسبق للدخول في أي حوار.

ويأتي هذا التطور وسط تصاعد غير مسبوق في المواجهة بين طهران وتل أبيب، حيث شنت إسرائيل منذ 13 يونيو الجاري سلسلة من الضربات الجوية استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، ما دفع طهران للرد بهجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة على العمق الإسرائيلي.