كتب .. مصطفى محمود

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن العنف الجنسي ضد الأطفال بات سمة أساسية للصراع الدائر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، كاشفة عن مستويات مروعة من الانتهاكات خلال الأشهر الأخيرة.

وأظهرت تقارير أولية أن الأطفال يُمثلون ما بين 35% و45% من أصل نحو 10 آلاف حالة اغتصاب وعنف جنسي تم الإبلاغ عنها خلال شهر واحد فقط، في حين أكد المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، أن "طفلًا يُغتصب كل نصف ساعة" في أسوأ مراحل الصراع المسجلة هذا العام.

وقال إلدر في تصريحات من مدينة جوما: "نحن لا نتحدث عن حوادث معزولة، بل عن أزمة ممنهجة. العنف الجنسي يُستخدم كسلاح حرب وتكتيك متعمد لنشر الإرهاب، وهو ما يؤدي إلى تدمير الأسر وتمزيق المجتمعات".

وشدد المتحدث باسم المنظمة على ضرورة التدخل العاجل وتوفير الخدمات الضرورية للناجين، مؤكدًا أن "العالم يجب أن يقف إلى جانب هؤلاء الأطفال، لا أن يدير ظهره لهم"، داعيًا إلى محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة.

كما نبهت اليونيسف إلى أن هذه الأزمة تتفاقم بسبب نقص التمويل الإنساني، وهو ما قد يؤدي إلى حرمان ربع مليون طفل من الخدمات الحيوية المرتبطة بالحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، بحلول نهاية العام الجاري.

وأضاف إلدر: "في مستشفى واحد فقط زرته هذا الأسبوع، لم تستطع 127 ناجية من الاغتصاب الحصول على حزمة وقائية واحدة، بسبب التخفيضات الحادة في التمويل"، مشيرًا إلى أن "هؤلاء الفتيات يعانين من أهوال لا توصف، دون رعاية طبية أساسية".

وبحسب تقديرات اليونيسف، فإن نحو 100 ألف طفل سيكونون عرضة لخطر الإصابة بالحصبة عام 2026، فيما لن يخضع مليونا طفل لفحوصات سوء التغذية، وقد يُحرم نحو نصف مليون شخص من مياه الشرب النظيفة، إذا لم يتم سد فجوة التمويل الحالية.

واختتم إلدر تصريحاته قائلًا: "هذه ليست أرقامًا مجردة، إنها أرواح لأطفال خائفين وجائعين وضعفاء، وأسر تبذل أقصى جهد للبقاء. إن ثمن التقاعس يُقاس بالمعاناة وبمستقبل يُسلب قبل أن يبدأ".