العربي الحميدي - المغرب 

الشِّعرُ ثوبها الأزلي،
والرسمُ جسدها المتحوِّل.
ليست امرأةً كما أعرف النساء،
هي تمشي في داخلي كما تمشي الفكرةُ في روح المعنى،
تُقيم في برزخٍ بين الكلمة والصورة،
بين العدم وما يتشكَّل على هيئة حياة.
وجهُها الشعريُّ
يعرفُ متى يصمتُ الوجود،
ومتى تنطقُ الأشياءُ بأسمائها الأولى.
هي لا تكتب القصيدة،
بل تُصغي لِصوتٍ أقدم من اللغة،
وتمنحه جسدًا من حبر.
وجهُها التشكيلي
يرى ما لا يُرى،
يرسمُ الصمتَ وهو يتلوَّن بالحيرة،
يمدُّ الضياء كأنها صلواتٌ
ترتفع من قلب المادة إلى مطلقٍ لا يُحدّ.
تعيش داخلي امرأة
كلما حاولتُ أن أفسِّرها،
أغرقتني في مجازٍ جديد،
كأنها لا تريد أن تُفهم،
بل أن تُعاش،
أن تُذَاق كما يُذَاق الغيب في لحظةِ كشف.
هي التجلي حين ينفلت من قواعد العقل،
الوجدُ حين يتحوّل إلى لون،
الزهدُ حين يُولد من امتلاء،
والحبُّ حين لا يطلب شيئًا سوى أن يكون.
كل لوحةٍ توقِّعها
هي ذِكرى لحظةٍ لم أعشها بعد،
وكل بيتٍ شعريّ
هو اعتذارٌ ضمني
عن حدود اللغة في حضرة الماوراء.
إليك يا أنت، هناك..!