في تقرير حديث عن أبرز المدن حول العالم التي قد يرغب البعض في الانتقال إليها، جاءت المدن الألمانية في ذيل ترتيب قائمة أكثر المدن ترحيبًا بالمغتربين لعام 2025، وفقًا لمؤشر "إنترنيشنز" السنوي الذي يقيس تجربة الوافدين في 49 مدينة حول العالم. حيث قد احتلت ألمانيا آخر أربع مواقع من القائمة في التصنيف، في إشارة واضحة إلى التحديات المتزايدة التي يواجهها الأجانب عند العيش في هذا البلد الصناعي المتقدم.

وتذيلت مدينة ميونيخ القائمة بحصولها على المركز 53 والأخير، ما يشير إلى تراجعها الحاد من حيث جودة الحياة للمغتربين. ورغم أن المدينة تعتبر من أغنى المدن الألمانية وتضم عددًا كبيرًا من الشركات العالمية، إلا أن تكاليف المعيشة المرتفعة، وصعوبة الاندماج، والحواجز اللغوية شكّلت عقبات حقيقية أمام الأجانب. هامبورغ، ثاني أكبر مدينة في ألمانيا، جاءت في المركز الـ52، أي قبل الأخير، وسط شكاوى من صعوبة تكوين صداقات وقلة الانفتاح الاجتماعي.

فيما لم تكن العاصمة برلين أو مدينة المال والأعمال فرانكفورت أفضل حالًا، إذ حلّتا ضمن المراتب الأخيرة أيضًا. حتى كولونيا، التي احتلت المركز 48، فشلت في تقديم تجربة إيجابية للمغتربين، رغم كونها من أكثر المدن تنوعًا ثقافيًا في البلاد. أبرز الانتقادات التي ظهرت في التقرير شملت البيروقراطية المعقدة، ارتفاع الإيجارات، وقلة الدعم الاجتماعي الذي يحصل عليه الوافدون الجدد.

ومن اللافت أن مدينة زيورخ السويسرية – رغم سمعتها العالمية في النظام والانضباط – جاءت أيضًا في ذيل الترتيب، ما يسلّط الضوء على أن التحديات لا تتعلق فقط بألمانيا، بل قد تشمل مدنًا أوروبية أخرى يعاني فيها المغتربون من التباعد الاجتماعي وصعوبة الاندماج في المجتمع المحلي.

ويشير هذا التصنيف إلى أن المدن الأوروبية التي لطالما اعتبرت وجهات مفضلة للعمل والحياة، قد تكون بحاجة لمراجعة سياساتها المتعلقة بالاندماج ودعم المجتمعات الوافدة. ومع تزايد الاعتماد على المواهب العالمية، فإن تعزيز ثقافة الترحيب والانفتاح بات ضرورة اقتصادية واجتماعية. ألمانيا، بمكانتها المحورية في أوروبا، مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى لإعادة تقييم بيئتها الحضرية بما يجعلها أكثر جذبًا وتفاعلًا مع العالم.