في مشهد غير معتاد، شهدت كل من إسبانيا والبرتغال، إلى جانب أجزاء من فرنسا، انقطاعًا واسع النطاق للتيار الكهربائي يوم الاثنين 28 أبريل، ما أدى إلى توقف شبه كامل للحياة اليومية في العديد من المناطق، على الرغم من أن الأحوال الجوية لم تكن السبب المباشر وراء الانقطاع، كما هو الحال عادةً في مثل هذه الحوادث.

الانقطاع المفاجئ أثر على البنية التحتية الأساسية، وأدى إلى حالة من الفوضى امتدت من المنازل إلى المرافق العامة. ففي البرتغال، توقفت إشارات المرور ما تسبب في اختناقات مرورية خانقة، كما أُغلقت شبكات المترو في مدينتي لشبونة وبورتو، واصطفت طوابير طويلة أمام ماكينات الصراف الآلي التي عانت من اضطرابات في الخدمة. أما في إسبانيا، فقد تعطلت خدمات الإنترنت والاتصالات المحمولة، وتوقفت بعض أنفاق الطرق السريعة، بالإضافة إلى توقف حركة مترو مدريد، مما زاد من حالة الارتباك.

الأزمة لم تقتصر على وسائل النقل والاتصالات فقط، بل وصلت إلى الحياة اليومية للسكان، حيث أُغلقت المتاجر والمطاعم وغرقت الأحياء في الظلام، بينما أفادت تقارير محلية بوجود إقبال كثيف على شراء المياه خوفًا من انقطاع الإمدادات نتيجة توقف محطات الضخ.

ورغم عودة التيار الكهربائي بشكل شبه كامل فإن آثار الانقطاع لا تزال واضحة، خصوصًا على حركة السفر. فقد تأثرت الرحلات الجوية والقطارات، وتعرض المسافرون للتأخير أو الإلغاء، ما يزيد من قلق من يقضون عطلاتهم حاليًا في المنطقة أو من يخططون للسفر خلال الأيام المقبلة.

وأصدرت الشبكة الوطنية للكهرباء في إسبانيا، بيانًا يفيد باستعادة 99.95% من الطلب على الكهرباء، وأنها لا تزال تعمل للوصول إلى 100%. ستظل المدارس في العديد من المناطق الإسبانية مغلقة اليوم، ولا تزال حالة الطوارئ سارية.

وكانت إسبانيا والبرتغال الأكثر تأثرًا بانقطاع التيار الكهربائي، إذ شهدت مناطق واسعة انقطاعات. وشمل ذلك مدن مثل مدريد وبرشلونة وبورتو ولشبونة وإشبيلية وبلباو وفالنسيا . كذلك تأثرت أندورا وأجزاء من فرنسا لفترة وجيزة، إلا أن شركة RTE الفرنسية لتشغيل شبكة الكهرباء قد أعلنت أن الشبكة عادت للعمل بحلول ظهر يوم الاثنين.

فيما لو يتم الكشف عن السبب بعد وراء ذلك، وبينما استبعدت إلى حد كبير فرضية الهجوم الإلكتروني، حيث حذر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من نشر معلومات مضللة ريثما يتم تقييم الوضع. ووفقًا لصحيفة الغارديان، قالت شركة REN البرتغالية لتشغيل شبكة الكهرباء إن الانقطاع يعود لـ"ظاهرة جوية نادرة"، حيث تسببت التقلبات الشديدة في درجات الحرارة في إسبانيا في "تذبذبات شاذة" في خطوط الجهد العالي.

والسلطات في الدول المتضررة بدأت في التحقيق لتحديد السبب الحقيقي لهذا الانقطاع غير المسبوق، في وقت تسابق فيه الشركات والمؤسسات الزمن لإعادة الخدمات إلى طبيعتها. وفي ظل هذه الظروف، يُنصح المسافرون بالتحقق مسبقًا من حالة الرحلات ووسائل النقل المحلية، تحسبًا لأي تطورات مفاجئة.