بعد أشهر من الغياب عن الساحة الفنية لم تتجاوز عاماً واحداً، قرر الفنان المغربي محمد الريفي رسمياً التراجع عن الاعتزال، معلناً عودته إلى الفن من خلال حفل مرتقب تحت عنوان "لحن العودة"، يحتضنه "استوديو الفنون الحية" بمدينة الدار البيضاء يوم الجمعة 11 يوليوز المقبل، في تمام الساعة الثامنة مساءً.

هذه العودة الفنية تأتي بعد فترة من التردد والتصريحات المتضاربة حول نيته اعتزال الغناء، وطي صفحة الفن نهائياً، إلا أن شغفه بالموسيقى وحنين الجمهور لصوته دفعاه إلى اتخاذ قرار مختلف، يعكس رغبة جديدة في استعادة موقعه ضمن المشهد الغنائي المغربي والعربي.

مصالحة فنية على المسرح

مصدر مقرب كشف أن الحفل المنتظر سيكون بمثابة "مصالحة فنية وإنسانية" بين محمد الريفي وجمهوره، حيث سيقدّم خلاله باقة من أشهر أغنياته، إلى جانب مفاجآت فنية يعمل على إعدادها حالياً، بهدف إعادة تقديم نفسه من منظور مختلف، أكثر نضجاً وتجربة.

العودة لا تتوقف عند تنظيم الحفل فقط، بل تمثل تحولاً في مسار الفنان، الذي عرف بصوته الجهوري وتلقائيته اللافتة، منذ أن حصد لقب برنامج "إكس فاكتور" في نسخته العربية، ولفت الأنظار إليه بتشبيهات فنية ربطته بأسماء لامعة مثل جورج وسوف.

خلافات إنتاجية وإحباطات سابقة

رغم انطلاقته القوية، واجه الريفي عراقيل عدة حالت دون استمراره بالزخم ذاته، خاصة الخلافات الإنتاجية مع شركة مصرية، ما أدى إلى انسحابه من الأضواء لفترة طويلة، في وقت كان جمهوره يترقب جديده الفني.

وكان الفنان المغربي قد فجّر في يوليوز 2024 مفاجأة بإعلانه نيته اعتزال الغناء والتوجه للإنشاد الديني، موضحاً أن قرار الابتعاد عن الساحة مسألة "حتمية" حسب تعبيره، وأنه يعتزم حذف أرشيفه الغنائي بالكامل من المنصات، عندما يحين الوقت المناسب.

في تلك التصريحات، شدد على أن هدفه لم يكن الشهرة أو الثروة، بل فقط إثبات موهبته في وقت شكّك فيه البعض بقدراته الفنية، موضحاً أنه لم يشعر يوماً بالظلم من مشاركته في برنامج "إكس فاكتور".

أعمال فنية جديدة بطابع شبابي

تزامناً مع عودته، يستعد محمد الريفي لطرح عمل غنائي جديد بعنوان "حقودي"، يجمعه بالمطرب عمر الكروان، بالتعاون مع الموزع الموسيقي زيزو فاروق.

الأغنية باللهجة المصرية، وتأتي بإيقاع عصري وروح شبابية، وتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب تمهيداً لطرحها عبر مختلف المنصات الرقمية خلال الأيام المقبلة.

زيزو فاروق وصف العمل بأنه "تجربة فنية جديدة ومختلفة"، مشيراً إلى أن التوزيع والمحتوى الفني يعكسان توجهاً متجدداً للفنان المغربي بعد فترة من الغياب.

آخر ظهور قبل الانقطاع

وكان آخر أعمال الريفي قبل قراره السابق بالابتعاد عن الساحة أغنية باللهجة المصرية بعنوان "بعت اللي شاريك"، كتبها ولحّنها عمرو الشاذلي، فيما تولّى سلطان الشن الإنتاج، وأشرف رمضان الإخراج.

حملت الأغنية طابعاً عاطفياً حاداً، عبّر فيها الريفي عن خيبة الأمل والانفصال، وحققت تفاعلاً لافتاً عند إطلاقها، رغم أنها لم تكن كافية لتثنيه حينها عن التفكير في الاعتزال.

من هو محمد الريفي؟

وُلد محمد الريفي في المغرب ونشأ في كنف أسرة بسيطة، حيث اضطر إلى ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة بعد وفاة والده، ليتحمل مسؤولية إعالة عائلته. عمل في عدة مهن، كان آخرها مساعدًا لرئيس الطهاة في أحد المطاعم، لكن شغفه بالغناء دفعه إلى المشاركة في برنامج "إكس فاكتور" بنسخته العربية عام 2013.

وخلال تجارب الأداء، أبهر الريفي لجنة التحكيم بصوته القوي وأدائه العفوي، مما مكنه من الحصول على ثلاث أصوات من أصل أربعة، وانتقاله إلى مرحلة المعسكر المغلق ضمن فريق الفنان حسين الجسمي. في هذه المرحلة، أظهر الريفي قدرات صوتية مميزة، مما جعله يحظى بدعم كبير من الجسمي والفنان محمد عبده، وانتقل إلى حلقات البث المباشر.