في تطور خطير يهدد بإشعال فتيل أزمة دينية كبرى في المنطقة، أطلقت وزارة الخارجية الفلسطينية تحذيراً شديد اللهجة بشأن ما يتم تداوله على منصات عبرية تتبع منظمات استيطانية متطرفة حول نية تفجير المسجد الأقصى المبارك وبناء ما يُعرف بـ"الهيكل المزعوم" مكانه. 

هذه الدعوات التي وُصفت بالتحريضية تأتي وسط تصاعد غير مسبوق في انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات الدينية في القدس المحتلة، وتغول واضح من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف في ظل صمت دولي اعتبرته الخارجية الفلسطينية "باهتاً" و"مشجعاً" لتلك المخططات.

تحذير فلسطيني من كارثة دينية قادمة

أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن التصريحات والمنشورات المتداولة على منصات تابعة لمنظمات استيطانية، والتي تتحدث صراحة عن نسف المسجد الأقصى، تشكل تحريضاً ممنهجاً وجزءاً من خطة أكبر تهدف إلى تصعيد الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس. 

وقالت الخارجية الفلسطينية إن هذه الدعوات ليست مجرد أقاويل عابرة، بل تعكس تصعيداً متعمداً في خطاب التحريض الذي أصبح سمة بارزة للخطاب الاستيطاني في ظل حكومة يمينية ترى نفسها قادرة على تنفيذ مخططاتها التوسعية.

استغلال المجازر في غزة لتمرير مخططات التهويد

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل المجازر التي يرتكبها في قطاع غزة كغطاء سياسي وإعلامي لتمرير مخططات التهويد في الضفة الغربية والقدس، في ظل ما وصفته بـالانشغال الدولي وغياب الضغط الحقيقي على إسرائيل. 

وقالت الخارجية الفلسطينية: اليمين الإسرائيلي يشعر بثقة متزايدة في تنفيذ مشاريعه التهويدية، خصوصاً في ظل ردود الفعل الدولية الباهتة على الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين يومياً.

دعوة لتدخل دولي عاجل

دعت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية المختصة، وعلى رأسها مجلس الأمن ومنظمة اليونسكو، إلى التحرك الفوري والجاد لوضع حد لهذا التحريض الخطير، الذي يُنذر بانفجار ديني واسع النطاق. 

وطالبت الخارجية الفلسطينية بتطبيق ما ينص عليه القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف انتهاكاتها بحق المقدسات، والانصياع لإرادة السلام الدولية.

حماية المقدسات واجب دولي

أكدت الخارجية الفلسطينية أن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، ووقف المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف طمس الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس. 

واختتمت الخارجية الفلسطينية تصريحاتها: "القدس ليست مجرد مدينة فلسطينية، بل هي قضية أممية تتطلب موقفاً واضحاً لوقف الاستفزازات التي قد تجر المنطقة والعالم إلى مواجهات دينية خطيرة".

في ظل التصعيد الاستيطاني والتحريض الخطير على المسجد الأقصى، بات من الضروري أن يتحول القلق الدولي إلى إجراءات فعلية على الأرض لحماية المقدسات، ومنع الاحتلال من تحويل الصراع إلى حرب دينية لا تُحمد عقباها