في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، جماعة الحوثي اليمنية بـ”رد مضاعف سبع مرات”، وذلك بعد سقوط صاروخ أُطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون وسط إسرائيل. جاء التهديد بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي عن فشل أنظمة الدفاع الجوي في التصدي للهجوم الصاروخي، الذي وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ”الأعنف منذ بدء التوترات مع الحوثيين”.

تفاصيل الهجوم الصاروخي وأثره على إسرائيل

وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن الجيش الإسرائيلي، فقد تم رصد إطلاق صاروخ بعيد المدى من الأراضي اليمنية، اخترق طبقات الدفاع الجوي، وسقط في منطقة قريبة من مطار بن غوريون الدولي، مما أدى إلى إصابات بشرية غير محددة حتى الآن، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في المطار.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الرأس الحربي للصاروخ كان ضخمًا للغاية، ما تسبب في موجات انفجارية متلاحقة، وسط فشل أنظمة الاعتراض المزدوجة المتمثلة في المنظومة الأمريكية “ثاد” والإسرائيلية “حيتس”.

رد فعل وزير الدفاع الإسرائيلي

في أعقاب الهجوم، خرج وزير الدفاع يسرائيل كاتس بتصريح ناري قال فيه: “من يضربنا، سنضربه سبعة أضعاف”، مؤكدًا أن تل أبيب لن تتهاون في حماية أمنها القومي، وأن الرد سيكون حاسمًا ومؤلمًا.

وأشار كاتس إلى أن هذا التصعيد يأتي رغم أن إسرائيل كانت قد أوقفت هجماتها ضد الحوثيين مؤقتًا بناءً على طلب أمريكي أثناء تواجد قوات أمريكية نشطة في المنطقة. وأضاف أن الهجوم اليمني يعكس رغبة واضحة في توسيع نطاق الصراع، وسيتم التعامل معه بمنتهى الجدية.

السياق الإقليمي والعسكري للهجوم

يُذكر أن الهجوم يأتي بعد مرور نحو ثلاثة أشهر ونصف على آخر ضربة إسرائيلية ضد أهداف حوثية في اليمن، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تضغط على تل أبيب لتجنب التصعيد مع الحوثيين خشية انجرار المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع.

وقد شهدت العلاقات بين الحوثيين وإسرائيل تصاعدًا في التوتر منذ بدء الحرب على غزة، حيث تبنت الجماعة اليمنية نهجًا عدائيًا مفتوحًا ضد تل أبيب، وهددت باستمرار بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة تجاه أهداف إسرائيلية حساسة.

تداعيات محتملة وردود الفعل الدولية

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من جماعة الحوثي حول الهجوم. فيما تتزايد الدعوات الدولية لتهدئة التوترات ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة قد تشمل أطرافًا متعددة.

ويرى مراقبون أن رد إسرائيل سيكون رهنًا بالتنسيق مع واشنطن، خاصة في ظل فشل منظومات الدفاع المشتركة، مما يطرح تساؤلات جدية حول مدى فاعليتها في التصدي للتهديدات الباليستية القادمة من الجنوب.

خاتمة وتحليل

في ظل التصعيد الأخير، يبدو أن إسرائيل أمام معادلة أمنية جديدة تتطلب إعادة النظر في استراتيجيات الردع والتعامل مع التهديدات القادمة من محور الجنوب، لاسيما من الحوثيين الذين أثبتوا قدرتهم على تجاوز الأنظمة الدفاعية المتطورة.

ويبقى السؤال مطروحًا: هل سيؤدي هذا الحادث إلى تغيير قواعد الاشتباك في المنطقة؟ أم أنه سيكون مجرد حلقة جديدة في سلسلة المواجهات غير المباشرة بين إسرائيل ومحور المقاومة؟